في الوقت الذي تتنامى أعداد الدول التي تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ نتيجة للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة وفرنسا، وصولاً إلى حل الدولتين الذي يعتبر الحل الأوحد والأمثل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، نجد أن التأييد الذي كانت تحظى به إسرائيل على صعيد الحكومات والشعوب أخذ في التراجع المستمر، فالعالم أصبح أكثر وعياً وإدراكاً بالممارسات اللاإنسانية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزّل من قتل وتشريد وتهجير في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية عبر التاريخ.
تراجع التأييد لإسرائيل على المستوى العالمي جاء كنتيجة حتمية للجرائم التي ارتكبتها وترتكبها، التي ضحدت كل ما كانت توهم به العالم -خاصة العالم الغربي- الذي أوهمته أنها الدولة الديموقراطية الوحيدة المشابهة للديموقراطيات الغربية في الشرق الأوسط، وأن محيطها لا يشكل خطراً عليها وحدها وإنما يمتد ليصل إلى العالم، وأنها -أي إسرائيل- هي من تحميه، لكن ما يحدث في غزة وراقبه العالم أثبت أن إسرائيل كانت تجعل العالم يعيش في أوهام صنعتها وانكشفت.
فتغيرت المواقف وزال غشاء الوهم وبانت الحقيقة أن إسرائيل لا علاقة لها بالنموذج الغربي للديموقراطية، بل على العكس من ذلك هي دولة احتلال وتتصرف على هذا الأساس دون أي رادع إنساني أو أخلاقي.
الرئيس ترمب عبّر عن تراجع التأييد لإسرائيل عندما قال: "إن استمرار الحرب في غزة يضر بصورة إسرائيل"، مضيفاً: "إن إسرائيل قد تنتصر في الحرب لكنها ستخسر علاقاتها دولياً، وستخسر نفوذها خاصة في الكونغرس".
تصريح الرئيس ترمب يؤكد تراجع التأييد لإسرائيل في الولايات المتحدة بصورة غير مسبوقة، كما يؤكد انكسار القناع الذي صنعته لتخفي وجهها الحقيقي الذي عرفه العالم كما يجب.