ضياء رشوان
بعد نحو أعوام ستة من اندلاعها، وفي 8 مايو 1945، انتهت الحرب العالمية الثانية رسمياً في أوروبا، بعد استسلام ألمانيا النازية، ثم في آسيا والعالم في 2 سبتمبر من نفس العام، عقب استسلام اليابان.
وبعد ثمانين عاماً من ذلك المؤتمر، الذي حضره قادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وبريطانيا، شهدت منذ أيام ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة، وعلى بعد كيلومترات قليلة من الأراضي الروسية، اللقاء التاريخي الجديد، بين رئيسي البلدين، دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.
وشاء القدر أن تقسيم العالم، وخصوصاً الشمالي منه، غرباً وشرقاً، قد تم في مدينة يالطا الساحلية الواقعة على البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، والتي كانت تابعة لأوكرانيا، حتى استيلاء روسيا عليها وضمها لها عام 2014، وذلك منذ عام 1954، بعد أن أهداها لها زعيم الاتحاد السوفييتي حينها، نيكيتا خروتشوف.
يبدو واضحاً من ملامح القمة الأمريكية – الروسية الأولى في هذه الظروف شديدة التعقيد والخطورة في القسم الشمالي من العالم، وعلى الرغم من عدم تسريب كل ما جرى عليه الاتفاق بين الطرفين فيها، أنها ستترك وراءها عالماً جديداً مختلفاً نوعياً عن عالم ما بعد مؤتمر يالطا.
ويتشابه لقاء ألاسكا من هذه الزاوية في كثير من الجوانب، مع ما جرى في مؤتمر يالطا.. فالأرجح أن اتفاقاً تم بين الرئيسين الروسي والأمريكي على تسوية المسألة الأوكرانية، بنفس منهج تسوية المسألة الألمانية، أي التنازل عن أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، والاعتراف الرسمي بهذا من جانب الجميع، وخصوصاً أوكرانيا نفسها، والحلفاء الأوربيين.