: آخر تحديث

خطأ استراتيجي

2
2
3

في الوقت الذي يجنح فيه العالم إلى السلام، تبدو إسرائيل وهي تجدف ضد التيار بعزمها احتلال كامل غزة في عدم اكتراث ظاهر للجهود العالمية الكبيرة التي تُبذل لإحلال سلام دائم وشامل وعادل، مؤكدة أن السلام الذي يرنو إليه العالم غير السلام الذي تريده إسرائيل، والذي هو سلام يعنيها وحدها، ولا يحقق أي سلام للفلسطينين يجعلهم يعيشون في أمن وسلام، كما هو من المفروض أن يعيشوا.

الحكومة الإسرائيلية الحالية من الواضح جداً أنها تريد إطالة أمد الحرب أكبر قدر ممكن، بغض النظر عن تحرير الرهائن من عدمه، فذاك الموضوع أصبح هامشياً بالنسبة لها وحجة، حتى الإسرائيليين أنفسهم أصبحوا غير مصدقين لها، وأولهم أهالي الرهائن الذين يتظاهرون يومياً من أجل الوصول لحل يعيدهم إلى بيوتهم، ولكن دون جدوى، فخطط الحكومة الإسرائيلية تتعدى عودة الرهائن إلى احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية، وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين بكافة الوسائل، وما مقتل العديد منهم جوعاً وجُلّهم من الأطفال إلا دليل شاهد على نتاج تلك الخطط الإسرائيلية التي ترتقي لتكون جريمة حرب تضاف إلى الجرائم الأخرى التي لا تقل بشاعة عنها وما زالت مستمرة.

وفي الوقت الذي قادت فيه المملكة وفرنسا مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة، ووجد دعماً عالمياً غير مسبوق، في محاولة جادة وحثيثة لإرساء السلام والاستقرار، لا تزال إسرائيل تمضي في غيّها وصلفها وكأن الأمر لا يعنيها، وهو خطأ استراتيجي ترتكبه مأخوذة بما يتحقق لها على الأرض مرحلياً، وهذا أمر لا يمكن دوامه لعدة اعتبارات أولها داخلية إسرائيلية، كون الداخل الإسرائيلي لن يستمر طويلاً في دعم سياسات حكومته الحالية التي تستنزف الاقتصاد بشكل كبير، عطفاً على تكلفة الحرب، وثانيها الوعي الذي يحدث في العالم الذي يبدي امتعاضاً شديداً لأفعال الحكومة الإسرائيلية المنافية لحقوق الإنسان التي يسعى العالم لتحقيقها، وعلى المديين المتوسط والطويل لن تستطيع الحكومة الإسرائيلية مجابهة كل تلك الضغوط الداخلية والخارجية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد