: آخر تحديث

على مرأى ومسمع من العالم... غزة تموت جوعاً

5
4
4

موسى بهبهاني

الأشهر الحرم هي أربعة أشهر مقدسة في الإسلام: (ذو القعدة -ذو الحجة- محرم - رجب) وهي أشهر عظيمة الشأن، وقد ورد النهي عن الظلم فيها؛ لأن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر أشد إثماً من غيرها، وكان المسلمون يجتنبون فيها القتال.

وبيَّن المولى عز وجل فى كتابه:

«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ».

للأسف على مرأى ومسمع دول العالم أجمع، يتساقط سكان قطاع غزة موتى جوعاً وعطشاً، ويتمادى الصهيوني النتن في حصاره الجائر ومواصلة حرب الإبادة الجماعية للمدنيين، بل تمادى أكثر وارتكب الجريمة الكبرى وهي «تجويع» الشعب الفلسطيني من دون أي رادع.

فماذا عسانا أن نقول:

- ونحن نشاهد حرب الإبادة الصهيونية مستمرة من دون توقف؟

- ونحن نسمع ونشاهد صرخات الأطفال والنساء والشِيَبة وهم يئنون من الجوع!

- ونحن نشاهد الموت يحصد الأطفال والنساء والمدنيين قصفاً وجوعاً وعطشاً؟

- ونحن نرى الأطفال لا يرغبون بلعبة أو ملبس... فقط ينتظرون الطعام؟

فهؤلاء القتلة لم يكفهم القتل الممنهج المستمر منذ عامين بالصواريخ والقذائف، ناهيك عن تدمير مربعات سكنية كاملة على من فيها، بل تجاسروا على حصار وتجويع المدنيين!

كيان سرطاني غاصب اتبع طرق قذرة بمساندة من الدول العظمى بعد أن قام بتحييد وتفريق الأمة العربية والإسلامية.

تبادل الأدوار:

وفي ظل هذا الموقف المؤلم من بعض الدول العربية والإسلامية، نشاهد تحولاً في الدول الغربية... للمرة الأولى نرى:

- التظاهرات السلمية تعم الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. يخرجون بمسيرات سلمية يدينون العدوان الصهيوني السافر، مطالبين بوقف الاعتداءات فوراً، ورفع الحصار الجائر لايصال المعونات الطبية والغذائية للشعب الفلسطيني.

- الجامعات الأجنبية أبدت تضامنها مع الفلسطينيين ودانت الاعتداءات الصهيونية ووقفت مع الشعب الفلسطيني... احتجاجات ووقفات تضامنية واعتصامات للمطالبة بوقف إطلاق النار ووقف المساعدات العسكرية لهذا الكيان النازي.

- الحراك الطلابي العالمي المساند لشعب غزة... الطلبة يرفعون الكوفية والعلم الفلسطيني في حفل التخرج رغم تعرضهم للعنف من القوات الأمنية.

- البرلمانات الأوروبية فيها من الأعضاء من يندد الممارسات الصهيونية.

-المتطوعون الأوروبيون والأميركيون يرسلون المساعدات الضرورية لأهل غزة محاولين كسر الحصار مخاطرين بأرواحهم، ويتعرضون للاعتقال والعنف من جانب الصهاينة.

للأسف، نشاهد المساندة غير المحدودة والعلنية من أقوى دولة في العالم لهذا الكيان المجرم، بحيث أنها تنسحب من منظمات دولية «اليونيسكو»، متهمة أعضاءها بالتحيّز ضد الكيان، وتتهم قضاة المحكمة الدولية بالوقوف ضد الصهاينة، ويتم فرض عقوبات على بعض القضاة، وتستخدم حق الفيتو ضد أي قرار يدين الصهاينة!

تصريحات مثيرة للجدل:

- الإعلان عن خطة لتهجير الفلسطينين من القطاع إلى دول أخرى، بهدف بناء «ريفيرا» الشرق الأوسط في غزة!

فهذا الكيان السرطاني لن يصمد 24 ساعة أن توقف هذا الدعم اللامحدود له.

بالفعل تغير ملحوظ، ففي السابق لم يكن أحد من تلك الشعوب يتظاهر ضد الصهاينة، إنما الآن فقد تبدلت المواقف.

الموقف في العالم الإسلامي:

- الموقف محدود، كلمات من دون أفعال!

أليس من المفترض الآن اتخاذ قرار:

1 - قطع العلاقات مع هذا الكيان السرطاني؟

2 - نبذ هذا الكيان كما كان سابقاً ليكون محاصراً من البحر والبر والجو؟

- هل من الإنصاف أن نرى الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين يموتون جوعاً وعطشاً، وبالمقابل المساعدات العسكرية والدوائية والغذائية تصل بانتظام للكيان القاتل ويحرم منها سكان قطاع غزة؟

هل من المقبول أن يولد الرضيع من دون حليب يتقوى به؟ هل من المقبول أن يتناول الفلسطيني وجبة واحدة عبارة عن خبز ناشف أو ماء مغلي؟

هل من المقبول ان:

1 - تستخدم المجاعة كسلاح؟

2 - تم إغلاق المعابر وتأخير دخول شاحنات الإمدادات إلى القطاع ليتم حرمان الناس من الطعام، ليتحول أجسام الجوعى إلى أجسام هزيلة ومن ثم إلى الموت الحتمي؟

كل ذلك يظهر فشل دول العالم وخذلان التاريخ وانعدام الإنسانية.

فظيعٌ جهل ما يجري

وأفظعُ منه أن تَدري

أتدرين يا أمة ما يجري

من ظلم علينا ما يجري

ختاماً

«إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم».

فالجوع في غزة ليس نتيجة أمر كوني، إنما هو أداة حرب تدار من الصهاينة الأنجاس، وللأسف تدار بصمت عالمي بليد وضمير معدوم من الإنسانية.

وما يحدث اليوم في غزة هو اختبار للمسلمين، فالتاريخ لا يرحم وسيذكر للأجيال القادمة، كيف خذل المسلمون إخوانهم المسلمين في غزة. وكيف خذلت الإنسانية، غزة. ما نراه وما نسمعه لم نره في الخيال ولم نتخيله في كوابيس الأحلام، أحداث مروعة ليس لها مثيل في تاريخ الإنسانية.

الصمت العربي هو الذي جرأ الصهاينة على ارتكاب الفضائع والمجازر والإبادة في حق الأبرياء.

ولنا أن نتساءل ما هي مبررات هذا السكوت...؟

اليوم الواجب أن يقوم كل إنسان بدوره خصوصاً المسلمين، وغداً عند الحساب سيسأل الجميع، هل وقف مع الحق وحفظ دماء المسلمين؟

اليوم الأمة الإسلامية تعاني من الفتن والفرقة، مما جرأ الصهاينة على استمرار عدوانهم الغاشم على سكان قطاع غزة، ولذلك حان الوقت لتجاوز تلك الخلافات والعمل على الاتفاق على كلمة سواء تجمعنا وتوحدنا للوقوف في وجه هؤلاء الصهاينة القتلة، وعدم الوقوف متفرجين إزاء الظلم والاضطهاد.

اللهم اخذل الكفار واليهود والظالمين.

اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً

يا رب العالمين.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد