باللغة العربية: «اليأس» هو انقطاع الأمل أو فقده.
«سن اليأس» مصطلح مجحف بحق المرأة، ووصف قاسٍ لمرحلة تتوقف فيها خصوبتها تدريجياً.
طبياً، تتعرّض المرأة في هذه المرحلة لتغير بيولوجي طبيعي، لا علاقة له بفقدان الأمل أو الحيوية.
للأسف هذه التسمية تحمل دلالة سلبية، توحي بأن المرأة «يئست» من الحياة أو فقدت قيمتها، وهو ما لا يتناسب مع الواقع الفعلي.
من أطلق على المرحلة، التي تصل لها المرأة في أول الخمسينات من عمرها اسم «سن اليأس»؟!
ومن أقنعنا بأن المرأة بعد بلوغ الأربعين أو الخمسين من عمرها، تطوي آخر صفحات أنوثتها، وتستعد رغماً عنها للخروج من دائرة الإبهار والانبهار، لتتهيأ للدخول إلى منطقة الظل أو الصمت أو الانطفاء؟!
كم ظلَمت اللغةُ المرأة.. وتركت الرجل «رجلاً» كاملاً بكل مراحل حياته من سن العشرين إلى الخمسين إلى السبعين، وإن فقد خصوبته هو الآخر؟
هل الخصوبة وحدها هي ما يثبت قيمة المرأة؟ أم أنها تدخل هنا مرحلة التوازن النفسي والاستقرار، والوقوف بثقة أمام كل شيء؟!
أعتقد أنه آن الأوان، ومن دون تردد أو خجل، لأن نطلق على هذه المرحلة «سن الحكمة»، ولتقل المرأة إنها دخلت سن الامتنان والبصيرة، فهذا تعبير يحترم «نضج المرأة»، ولا ينتقص من قيمتها أو دورها في الحياة، وفي إطار أسرتها وعالمها.
كم هو مزعج أن يُحكم على المرأة بـ«اليأس»، وهي في قمة حبها للحياة والإقبال على كل ما فيها من تفاصيل ببصيرة وحكمة أكثر.
سيدتي إذا سألوك يوماً: هل دخلتِ سن اليأس؟ فأجيبيهم فوراً ومن دون تردد، تقصدون سن الحكمة؟!
إقبال الأحمد