: آخر تحديث

وحدة "الأدباء" الوطنية

2
1
1

رابطة الأدباء الكويتيين التي تأسست في العام 1964، لها بصمات في شتى نواحي التاريخ الثقافي، والأدبي، في الكويت وخارجها. لكن بصمات الرواد وانجازاتهم الجليلة، تشوهت إلى درجة الانحراف عن المسار الأساسي في السنوات الأخيرة.

تناوبت بعض مجالس الإدارة، أو بالأحرى عدد لا يستهان به من الأعضاء، على ممارسة الغزل المفرط مع ما يعرف بفئة "البدون"، وقد بدا واضحا تغذية أطراف من "البدون" لهذه العاطفة الخداعة، حتى بلغ الأمر في نية الاستعانة بشخصية من "البدون" للإشراف على مجلة "البيان" العريقة! القارئ بعين فاحصة، وناقد مهني، يجد عاطفة الغزل مع "البدون" بين صفحات مجلة "البيان"، فتحرير الأخبار لا تخرج عن سياج التبجيل لهذه الفئة، والدعم المبطن والمباشر لها، بذريعة المظلومية المزعومة، وبهدف خلط أوراق الهوية الكويتية في المناسبات الثقافية، والأدبية مع ادعاءات كاذبة.

بالتأكيد، ليست مهمة الجهات الثقافية، والأدبية المنظمة، التدقيق بهوية المشارك، وأصوله، لكن الجانب الأخلاقي للمشارك يحتم الإفصاح عن الهوية الحقيقية، وفقاً لما يحمله من بيانات على وثيقة السفر الصادرة من الجهة الأمنية.

إحدى القنوات استضافت شاعر من "البدون"، وهو من أصل عراقي وفق بياناته الأمنية، على حين يوهم العالم أنه "شاعر كويتي"، وكرر التمويه نفسه، والافتراء في إحدى المناسبات الأدبية في دولة خليجية، من دون رادع أخلاقي! وشخصية أخرى، وهي امرأة من "البدون" سرقت الأضواء الإعلامية في إذاعة "مونت كارلو" كذباً، وزوراً بالحديث عن "الكويتيين البدون" من أجل تشويه الحقيقة، وبترها، وخلط أوراق الهوية الكويتية، وتصدير وهم المظلومية، وعدم عدالة القانون الكويتي، وسلامة القرارات، والسياسات الأمنية.

ليس هناك أميركي "بدون"، ولا بريطاني "بدون"؛ لذلك ليس هناك مصطلح قانوني أو اجتماعي، لما يسمى "كويتي بدون"، لكن حين ينعدم الخجل، ويغيب الوجل تستباح الأخلاق، والأصول، ويتنصل الإنسان من أصله لغاية خبيثة! طبعاً، نحن لا ننكر آدمية فئة "البدون"، ولا ننكر إبداعاتهم، ولا نحجر على تطلعاتهم، وطموحاتهم، ولا ننكر حقهم في حياة كريمة، وهو ما توفره الدولة لهم، لكن تمرد البعض، ومرضهم، دراما من دون نهاية. اليوم، تخوض قائمة "الوحدة الأدبية" بقيادة الابن الغالي الدكتور محمد البغيلي انتخابات رابطة الأدباء الكويتيين، في يوم الثلاثاء 15 الجاري، وهي قائمة تحرص على الهوية الوطنية، ووحدة الصف، والاهداف. وتحرص القائمة على تصحيح المسار، والاهداف وعدم تسييس منبر رابطة الأدباء، كما حصل قبل زمن، حين سيطر البعض بتوجهاتهم الموالية لجماعة "الإخوان المسلمين" على قيادة الرابطة.

في السنوات الماضية، برزت ظاهرة اغتيال الثقافة، وقتل روح رابطة الأدباء الكويتيين، وقد حان وقت استعادة النبض الثقافي الكويتي إلى العروق الأدبية، عبر قائمة "الوحدة الأدبية"، التي نتمنى أن تتضافر الجهود لنجاحها، وفوزها، لكي تعود الهوية الثقافية لرابطة الأدباء الكويتيين. لزاماً، التأكيد على أن الرابطة منبر ثقافي، للفكر المستنير، من دون نكران دور الأخ العزيز الدكتور سليمان الشطي، والأخ العزيز الدكتور خليفة الوقيان، وغيرهما في صقل مهارات، مجاميع من فئة "البدون" من دون تمييز عنصري. لكن، للأسف، الطرف المستفيد، "البدون"، أول من تنكر لأفضال قامات ثقافية، وأدبية، وقاد نشر سموم التمرد الثقافي، والاجتماعي داخل الكويت وخارجها! تفادياً للانزلاق إلى كشف المستور، وعدم تقليب البيانات الأصلية للمتمردين ثقافياً، وأدبياً من "البدون"، وتغذية شيطانية ضد هوية الرابطة، وتاريخها، نكتفي بهذا السرد من دون عرض التفاصيل، والبيانات من واقع معلومات موثقة.

عموما، واضح طبيعة المعركة الانتخابية في الرابطة، وهي مصيرية، ونتمنى أن تكون حاسمة لصالح قائمة "الوحدة الأدبية"، حتى لو زادت كثافة دفع رسوم العضويات المهملة لسنوات عن 190 عضوا إلى نهاية يوم الخميس الماضي!

ثقتنا في وزارة الشؤون الاجتماعية، في اتخاذ اللازم، والتدقيق، على البيانات، والشروط، وصرامة الرقابة بهذه الانتخابات، لكي لا ينحرف مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين القادم نحو بكاء اصطناعي على "البدون"، وممارسة الغزل معهم على حساب المصلحة الوطنية، والهوية الثقافية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد