: آخر تحديث

حرب الـ12 يوماً

5
4
4

خالد بن حمد المالك

بعد حرب الأيام الستة أصبح لدينا حرب الأيام الاثني عشر، مع إسرائيل، الأولى عام 1967م وأطلق عليها العرب اسم النكسة، والثانية عام 2025م بانتظار إطلاق الاسم المناسب لها.

* *

في الحرب الأولى كان الانتصار لإسرائيل، وفي الثانية بانتظار قبول إيران بتفكيك ما تبقى من مفاعلها النووي، والتخلّص مما لديها من الصواريخ البالستية، ومنعها من مواصلة صناعتها، وتشديد الرقابة عليها، وإذا استسلمت فهذا يعني هزيمتها.

* *

أعلن الرئيس ترامب عن قبول إيران وإسرائيل لوقف إطلاق النار بينهما، قبل أن يعلن البلدان، وسبق ذلك إعلان الرئيس أن على إيران الاستسلام دون أية شروط، وقيام الطائرات الأمريكية بالهجوم على المفاعل النووي وتدميره في ثلاثة مواقع.

* *

كان واضحاً أن إيران أنهكتها الحرب، وتعرضت لخسائر موجعة، بعد أن فاجأتها إسرائيل بضربة استباقية، قتلت فيها كل القيادات الأولى بالجيش الإيراني، بما يصل عددهم إلى عشرين قيادياً في الصف الأول بالقوات المسلحة، فضلاً عن الخسائر الأخرى.

* *

وكان إيقاف الحرب يحتاج إلى (تخريج) يسمح لقبول الشعب الإيراني بقرار حكومته بإيقاف القتال بعد كل هذه الخسائر التي تعرض لها، فجاءت عملية الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر التي تم إبلاغ أمريكا من قبل إيران قبل بدء الضربة، ضمن التنسيق بين الجانبين، فكانت الأضرار محدودة، أو أنها بلا أضرار.

* *

لم تمانع إسرائيل من القبول لوقف إطلاق النار، بعد أن حققت أهدافها، بمنع إيران من أن تكون دولة نووية، وبأن يكون توقف القتال من الجانب الإيراني أولاً، وبعد 12 ساعة يتوقف الجيش الإسرائيلي عن اعتداءاته على إيران، في شرط استفزازي، ومخالف للقواعد المعتادة بأن يكون التوقف في وقت واحد في كل الحروب بالعالم.

* *

ولم تكن إسرائيل لتحصل على كل هذه المكاسب في هذه الحرب لولا المشاركة الأمريكية، والدعم الغربي لإسرائيل، وتخلي أذرعة إيران عن مساندتها، مفضلين حماية أنفسهم من الانزلاق في حرب لا مجال فيها للمقارنة بين القوة الإيرانية والإسرائيلية المدعومة من أمريكا والدول الأوروبية، وبالتالي المعروف نتائجها مسبقاً.

* *

إن إيقاف الحرب، يمثِّل تحولاً كبيراً في توقف التصعيد، والتوسع، والآثار المدمرة، وحماية إيران من الخسائر الكبيرة المتوقعة، والحد من الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، لكن المعالجة الحقيقية للحروب في المنطقة لا يقتصر على قبول إيران بما تراه أمريكا في ظل وضعها في هذه الحرب، وإنما في كبح جماح إسرائيل المتغطرسة من مواصلة اعتداءاتها على دول المنطقة.

* *

والأهم من ذلك التزامها بقيام دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، حتى لا يستمر هذا الجزء المهم من العالم في وضع مهيأ لتكرار تجربة الحرب الإيرانية الإسرائيلية وغيرها من الحروب العربية الإسرائيلية.

* *

المطلوب الآن وفوراً معالجة الحالة الفلسطينية، بعدل وإنصاف، وتمكين الشعب الفلسطيني من قيام دولته، بعيداً عن التسويف، وعدم الاكتفاء بالكلام دون فعل، إذا كان العالم يسعى فعلاً لبناء مرحلة من الاستقرار والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد