: آخر تحديث

جيل الطيبين... أم جيل القلقين؟

2
1
2

حمد الحمد

لا أعرف لماذا يُطلق على جيلنا أعني مواليد الخمسينيات وحتى الثمانينيات جيل الطيبين، لا أعرف صراحة؟... رغم أنني أرى أنه يحمل مسمى جيل القلقين بامتياز.

أنا مواليد عام 1954، وأذكر أول قلق عرفته عندما كان عمري سبع سنوات عندما سمعت مَنْ حولي يتحدثون عن تهديد عبدالكريم قاسم، للكويت، وبعد ذلك بسنوات كنت أسير في شارع حتى سمعت شخصاً يقول لآخر (اليوم حدثت حرب بين اليهود والعرب)، وعرفت بعد ذلك أن الحرب نشبت بين العرب واليهود بسبب قضية فلسطين وكانت حرب 1967م، وكان عمري 13 سنة، وهنا شعرنا بالقلق هي حرب وليس لعباً، وكانت جريدة «الرأي العام» تصل لمنزلنا وألاحظ أن هناك صفحات بيضاء كاملة ولا أعرف لماذا، وفيما بعد عرفت أن الرقابة تمنع نشر أي أخبار ليست في صالح العرب، وانتهت الحرب باحتلال سيناء والضفة والجولان، ولكن القلق الذي أصابنا هو الحرب العراقية - الإيرانية، حيث إن سقوط الشاه، خلق نظاماً يريد تصدير الثورة مما أشعل حرباً بدخول صدام إيران من أجل «الأهواز»، وكذلك الجزر العربية، واستمرت الحرب ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس وأفنت البشر.

وبعد ذلك انتهت الحرب وخلالها الكويت كانت تُعاني، وكنا أبناء الجيل نشاهد الجثث تصل لأراضينا وحتى الصواريخ، ولا ننسى ما أصابنا منها من تفجيرات 83 وتفجيرات المقاهي 85 ومحاولة الاعتداء على الشيخ جابر، واختطاف الجابرية. واكتملت فاجعة الفواجع باحتلال صدام، للكويت، وتشرد شعب بأكمله ولكن الله رحيم بالتحرير، وبعد ذلك عشنا القلق مما حدث في لبنان من حروب بين حزب الله والكيان الصهيوني والثورة السورية وما جرى من مجازر، وأخيراً طوفان الأقصى وتدمير غزة وتدمير جنوب لبنان، والآن نحن في خضم حرب بين إسرائيل وإيران، ولا نعرف نهايتها حيث نعيش ونحن نشاهد الصواريخ ليلاً في السماء...

عشنا القلق نحن ذلك الجيل، وكأنه مكتوب علينا، لأن ما يقلقك هي الحروب، وهي كالنار نشبت في بيت جارك ولا تعرف متى تصل لبيتك.

في ذاكرتي، قريبة لي، رحمها الله، وكانت تعرف أنني متابع لما يحدث عندنا وحول العالم، وكانت تقول لي إنها لا تشاهد التلفزيون ولا تسمع الإذاعة ولا تقرأ الصحف، لهذا لا تتابع أي أخبار لأنه لو حصل أي حدث ليس لها مقدرة على صده، وتنام كل ليلة قريرة العين.

نتمنى توقف حرب إسرائيل وإيران ونتوقف عن القلق من هكذا حروب... الله كريم وهو الحافظ.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد