: آخر تحديث

قاتل والدته البديلة؟

3
3
3

أحمد المغلوث

الأديب والشاعر والفيلسوف (هانز إبندورفر) ظهرت موهبته عندما كان يقضي عقوبته بالسجن لقاء قتله السيدة التي تبنته وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة، وبعد عشر سنوات في الحبس الانفرادي ورغم معاناته وحرمانه من حريته ومن الأشياء التي يحبها كشاب ينحاز للهو واللعب وحتى الفتيات إلا أنه انكب على القراءة والكتابة، وتمضي الأيام والسنوات ويأتيه عفو لم يتوقعه أو يحلم به، ومع هذا رفض هذا العفو الذي يخرجه من سجنه «الانفرادي» المخيف.

جاء العفو عنه لحسن سيرته بعد أن قضى نصف المدة، وأصر على رفضه لهذا العفو الذي يحلم به كل سجين في العالم. نعم، أصر على رفضه تكفيراً وحزناً على جريمته من أجل أن يطهر نفسه كما صرح لمعارفه وحسب ما تشير إلى ذلك المراجع وسجلات السجن كان هانز المبدع والقاتل والذي علم نفسه بشغف واهتمام كبيرين يقرأ بنهم وعلم نفسه عدة لغات، وراح يكتب ويراسل مشاهير الكتاب في ذلك الزمن في بلاده وهو في محبسه بل أنه راح يراسل معاهد الصحافة وبعض الأدباء من أجل تقييم ما يكتبه، ومن أشهر ما أبدعه كتاباته وحكاياته ومحاضراته عن عالم الجريمة وخطورتها على المجتمع..

بل إنه راح يعيش بين «الشواذ» ليدرس حياتهم وتصرفاتهم الممجوجة.. ويوثق ويحلل ويوظف من عالم المجون الكثير مما استطاع أن يسجله عن نساء وفتيات الليل في «هامبورغ» الكثير من الحكايات والقصص المحزنة والمثيرة.. لقد صورتها كتبه وقصصه وكتاباته وعندما سأله بعض الصحفيين عن شعوره بعدما خرج من السجن قال: لا تتصورون سعادتي العظيمة، لا يمكنني وصفها كانت مثل خروج عصفور من قفص راح بعدها يطير ويواصل الطيران. لذلك أعتبر أنني ولدت من جديد، كما خرجت من «رحم» أمي..

وحسب ما كتب عن هذا الأديب الكبير الذي أثرى العالم بكتبه ورواياته وقصصه وحكاياته والتي وثق فيها رحلاته للعديد من الدول في العالم مع اهتمامه بأدق التفاصيل، فزار العديد من الدول العربية كسوريا ولبنان وتونس ومصر والمغرب، لكنه كما كتب عنه في المشروع القومي للترجمة عشق وتكررت زياراته العديد من المرات بل انه عاش في الأحياء الشعبية ولبس «الجلباب» المصري الشهير بل دخن الشيشة في الفيشاوي، والمثير للدهشة هنا أن مثل هذا الكاتب الكبير لم يحظ بالشهرة علي الرغم من مؤلفاته العديدة، بل وتميزه بالتواضع والوفاء للأماكن التي يزورها فسرعان ما يعود إليها مجدداً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد