فواز الشريف
أنا وأعني تاريخ حافل بالإعلام والرياضة أجدني فخور بالهلال هذا المساء وكل مساء قبل مواجهة العمالقة، فالهلال الذي تعثر الموسم الماضي نتيجة خطأ فني تكتيكي في برمجة الفريق من موسم موسوعة «غينيس» إلى الموسم الذي يليه، خطأ صغير لم يهتم له أحد يتمثل في الإعداد البدني واللياقي لمجموعة محدودة من اللاعبين ولقائمة لم تتجاوز 15 لاعبا تم الاعتماد عليهم في موسمين رغم أن القائمة في الأصل محدودة بـ25 لاعبا في الموسم.
راهنت ومازلت أراهن بأن الهلال كل ما كان يحتاجه راحة وتعديل بنك الاحتياط فقط ثم سيستكمل مجده، فالكبير ليس بحاجة لكونسولتو يعالج مشاكله ولا إلى ضجيج ليحل محل العمل والتركيز، ومع هذا أجدهم في الهلال والأهلي والنصر يتعاطون مع ما أكتبه على أنه رأي منافس رغم أنني أثبت في أكثر من مرة وأكثر من مقام بأن الإعلام الرياضي السعودي لايزال بخير.
في كأس العالم للأندية يقف الهلال السعودي شامخًا كعادته، فهذا الفريق يعرف تماما ماذا يريد، قد تبدو المهمة صعبة، وقد يظن البعض أن الفوارق شاسعة... لكن من يعرف الهلال، يعرف أن التحديات تصنع عزيمته، وأن المباريات الكبرى تخرج منه روحًا تجعلني دوما أردد أنه يلعب في الأرض ويسكن السماء.
الهلال ليس مجرد نادٍ، بل هو حكاية، وسيرة نضال كرويّ، وبطولات تُروى للأجيال. من قلب آسيا إلى أرض المونديال، شقّ طريقه بالإصرار، وكتب تاريخه بعرق الأبطال، ولم يصل إلى هنا صدفة، بل استحقاقًا ومجداً، فهو الوجهة والجاه في كثير من المحطات والأزمنة.
أمام ريال مدريد أو بقية منافسيه لا نحتاج إلى دروس في الرهبة، بل إلى لحظة صدق وبهجة، يلعب فيها الهلال باسمه، بجماهيره، بتاريخه، وبقلبه؛ لأن الهلال له قلب كالحجر كالحديد يُدهش في صبره وفي جبروته. وحين يُؤمن بهذه القاعدة وهذه الفكرة ينتصر وهو ما فعله في المغرب قبل عامين ولم يكن بحوزته سوى الأرجنتيني لوسيانو فييتو.
فعلا أنا لا أخاف على الهلال، وعلى يقين بأن مدرسته التدريبية الجديدة أي مدرسة (قياصرة اللعبة) أصحاب القلوب القوية بقيادة الأنيق سيموني إنزاغي قادرة على احتواء المشهد وتقديم ما يستحق التصفيق ورفع القبعة.