: آخر تحديث

النقد غير الرأي

7
6
5

> في كل أنواع النقد الأدبي والفني، هناك من يكتب رأيه في العمل الذي ينتقده على أساس أنه فعل نقدي. هو يرى هذا الكتاب أو تلك المسرحية من وجهة نظره، وعلى وجهة النظر هذه سيحكم على العمل الأدبي أو الفني أو له.

> الناتج في هذه الحالة هو خلط بين النقد بوصفه علماً قائماً بذاته يستند إلى بحر من الإلمام والمعرفة والتحليل الناتج عن دراسة غير منحازة للعمل، وبين نوع من الكتابة التي لا تبتعد كثيراً عن «هذا يعجبني وهذا لا يعجبني».

> كل واحد تجاوز الـ16 من العمر له رأي في شيء ما، ربما من طبيخ الست الوالدة إلى مشكلات العالم المستعصية، لكن النقاد الفعليين هم القلّة، وهؤلاء لا يتحدّثون اللغة نفسها، بل يشاهدون العمل ويأتون بعلمهم لتبيان مستواه والحكم له أو عليه.

> زاد الطين بلّة أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي منحت كل الناس حرية أن يكتبوا ما يريدون. هذه الديمقراطية تؤذي أكثر مما تُفيد، لأنه إذا ما كتب صاحب رأي شيئاً يؤيد فيه عملاً رديئاً، وجد من يوافقه. هو جاهل ووجد جُهّالاً آخرين يهزّون رؤوسهم بالموافقة. أما الحقيقة فتبقى ضائعة.

> ثم هناك من بين «النقاد» من يحكم من زاوية المُنظّر. لديه تفضيلات في الحياة والسياسة وآراؤه الشخصية، وهو يسكبها جميعاً فوق ما يكتب، فإذا بالمقال النقدي عبارة عن موقف شخصي من كل شيء.

> يستند كل من لديه رأي، وكل من يكتب من منظور سياسي، إلى حصيلة شخصية غير أدبية أو فنية من المعرفة. هذا لأن كل شيء يُكتب نقداً يجب أن يأتي من داخل العمل الفني، وليس من خارجه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد