عبدالعزيز الفضلي
تنظيم العمل الخيري في الكويت قضية لا يختلف عليها اثنان ما دام الهدف ضبط ممارساته وتصحيح أخطائه.
لكن الشيء غير المقبول هو استغلال البعض لعملية التنظيم، في تشويه صورة العمل الخيري المحلي عبر وسائل إعلام خارجية!
فالأصيل والحر هو من لا يسيء ويطعن في أبناء وطنه عند الآخرين مهما بلغ الخلاف، لأننا قد نختلف ونتخاصم ويهاجم بعضنا بعضاً، لكن كل ذلك في إطار بيتنا الداخلي دون أن ننشر الغسيل على الملأ!
فالعمل الخيري الكويتي وسام شرف، وقد رسم صورة ناصعة للكويت عند الآخرين، ولطالما سمعنا المدح والثناء والدعاء للكويت حكومة وشعباً من مئات الآلاف من الناس، وخصوصاً أولئك الذين امتدت لهم الأيادي البيضاء من الكويت.
إن العاقل هو من يكون مُنصفاً في حال رضاه أو غضبه، ومع من يُحِب أو يكره.
لكننا للأسف وجدنا أن البعض يخفي الحسنات ويضخّم السلبيات، يعمم الأخطاء وينتقص من الإنجازات!
يتهم العمل الخيري بدعم الإرهاب دون دليل، وهي هدية يقدمها لكل من يحارب العمل الخيري في الداخل والخارج، بل ربما استشهدوا بافتراءاته من أجل تحجيم الأنشطة الدعوية في الدول غير الإسلامية!
وللعلم فإن المشاريع الخارجية لا تتم إلا بالتنسيق مع وزارة الشؤون ووزارة الخارجية!
الهمز واللمز في موضوع النسبة الإدارية، ومقارنتها ببيت الزكاة، وهي مقارنة غير منصفة ما بين مؤسسة حكومية تأخذ ميزانيتها من الدولة، وبين بعض اللجان التي لا تتلقى أي دعم مادي من الدولة.
كما أنه من المعلوم أن هناك فتاوى شرعية معتبرة تجيز أخذها بنسب معينة، من أجل استمرار العمل.
ومن صور تشويه العمل الخيري، الطعن في ذمم غالبية القائمين عليه بسبب أخطاء فردية، وهذا تضييع وظلم لمئات الرجال والنساء ممن نذروا أنفسهم للعمل التطوعي تقرباً إلى الله تعالى!
إن اتهام العمل الخيري بالتدخلات السياسية، هو تهمة ليست بجديدة، فقد ألقاها من قبل عضو مجلس أمة سابق، وشُكلت وقتها لجنة تحقيق أثبتت عدم صحة كلامه.
نجدد الدعوة بأن نتقي الله في بلادنا ولا نعمد إلى تشويه أحد الأوجه الناصعة والمشرقة لها وهي العمل الخيري، ونقول لأولئك الطاعنين إما أن تفعلوا فعلهم وتضحوا بأوقاتكم وصحتكم وأموالكم كما يفعل الكثيرون من قامات العمل الخيري، وإلا فكفّوا ألسنتكم عنهم رحمة بأنفسكم وببلادكم!
X : @abdulaziz2002