عبدالله خلف
عرف العرب فنون الغناء والموسيقى كسائر الشعوب، ولما كان الشعر فنّهم الأثير فقد ارتبطت الكلمة باللحن... من المعروف أن الخليل بن أحمد، واضع ميزان الشعر العربي وعروضه، قيل لقد التقط إيقاعات البيت الشعري من خلال إيقاعات سير الإبل في رواية من الروايات...
وقبل أن يضع الخليل بن أحمد، عروض الشعر كان هناك مَن يتغنى بالشعر في أسواق عكاظ بالجاهلية.
وقد عرف العرب الغناء بمصاحبة الآلات الموسيقية قبل الإسلام، عن طريق الفرس والروم... وكانت القوافل التجارية في رحلاتها بين الشام واليمن وحدود فارس والحجاز.
وجلبوا المغنيات والمغنين مع آلاتهم الموسيقية.
ويُروى أن بعض بيوت مكة كان بها مغنيات ومغنون من الحجاز.. والواحدة من المغنيات تُدعى قينة وتجمع على قينات وقيان، وكان أشهر بيت هو بيت عبدالله بن جدعان وكانت فيه أكثر من قينة ومغنٍ.
والمغنون يأتون من مصر والعراق وفارس، وترجموا إلى العربية ما كان في فارس وبيزنطة... وتأتي مغنيات من الحبشة والسودان.
وكان لديهم مجالس تعقد فيها الأغاني وآلات الطرب.. وفنون التصفيق والتهليل.. وحركات المغنين وتمايلهم وهكذا قالوا:
إذا أنت لم تَطرَب ولم تدْرِ ما الهوى
فكن حجراً من يابس الصخر جلْمدا
بفتح الجيم وضمها...
وقولهم:
تغنَّ بالشعر إما كُنتَ قائِلُهُ
إن الغناءَ لهذا الشعر مِضْمارُ
ومع اتساع الفتوحات كسبوا ألواناً عديدة من الفنون الصوتية، وجاء أبو نصر الفارابي، 870 - 950م وكان موسيقياً مميزاً يجيد الضرب على العود والوتريات.
وألّفوا كتاب: «الموسيقى الكبير» الذي شرح الأبعاد الموسيقية.. وهناك دراسات وأُسس، وترجمت هذه المؤلفات من العربية الى اللاتينية.. وأهم الكتب التي تناولت الفنون كتاب: «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، 897 - 967م، ويتكون الكتاب من عشرين جزءاً وعرفت الفنون في العهد الأموي والعباسي بالإضافة إلى ما قبل ذلك.