: آخر تحديث

كلام لا يقدم ولا يؤخر!

12
10
9

ضاري الشريدة

الحديث عن خور عبدالله بن صباح، هو حديث لن يقدم ولن يؤخر ولن يغير في الواقع شيء، فالأمر يفترض أن يكون محسوماً ومنتهياً ولا يقبل أي شكل من أشكال المساومات، وقد حسم على صعيد العمل الرسمي بين الحكومتين الكويتية والعراقية، وبدعم ورعاية مجلس الأمن الدولي من خلال قرار 833، ومجرد الحديث بهذا الشكل ومحاولة استثارة القوى الشعبية في العراق، له مغزى سياسي بكل تأكيد ولا نعلم قد يكون الأمر له علاقة ببعض القوى الإقليمية في المنطقة، أو بالإنتخابات العراقية بغرض التكسب لا غير.

بغض النظر عن المواقف الرسمية، الملفت هو ظهور أصوات غريبة انسلخت من التاريخ والواقع من مثقفين وأساتذة وصحافيين، يفترض بهم عدم استثارة الشارع بهذا الشكل المتعمد، ولاشك أن مثل تلك التصريحات لن تعيد للأذهان أحداث ما قبل 1990، لأن كل المعطيات اليوم مختلفة تماماً عما كانت عليه في تلك الحقبة البائسة، فمن لم يتعظ من التاريخ القريب لن تجدي معه نصيحة أو حتى انتقادات مباشرة، خاصة وأن الشرق الأوسط برمته يمر في أحداث استثنائية، تستلزم من الجميع نبذ الخلافات وتوحيد كلمة العرب والمسلمين.

عندما تتعمد إسرائيل قتل إخوة في العروبة والإسلام، وتتبجح بقوتها العسكرية التي تسلطها على مدنيين عزل، بل وتصرح بأنها قادرة على ضرب أي موقع عربي بشكل مهين، يقوم البعض اليوم بتناول موضوع خور عبدالله بن صباح، المحسوم أصلاً وبرعاية دولية أممية، فعن أي عروبة نتحدث وعن أي وحدة صف، مع استهداف دولة جارة كانت أول الداعمين لكم بعد زوال النظام السابق الذي دمركم ودمر المنطقة بأسرها، تستهدفون الدولة التي وقفت إلى جانبكم بدوافع العروبة وحسن الجوار رغم أنها من أشد جيرانكم تضرراً بسبب سياسات حكامكم السابقين وحكوماتكم.

من يريد طي صفحات الماضي ، عليه أن يمعن النظر بكل ما حدث بعد كارثة 1990، وكيف كانت ارتداداتها على المنطقة، ويبتعد عن اختلاق المشكلات خاصة الحدودية، فلا طائل ولا منفعة ترجى من وراء هذه الأمور، ومن لم يحسن قراءة التاريخ القريب اليوم، لن يحسن قراءته غداً.

** وخزة القلم :

تكمل تعليمك على نفقة الدولة، ومن ثم تعود لتتباهى بمسماك الوظيفي، فتمنح رخصة رسمية لمزاولة عملك فتقوم بتأجير تلك الرخصة على شخص آخر مقابل مبلغ مالي، تأكد أنك عبارة عن عبء على الدولة ومجرد عالة على وطن لم تحمل من مواطنته سوى إسما وقع سهوا في سجلاتك الرسمية.

X : @dalshereda


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد