مبارك الهزاع
يا جماعة، «برنامج سهل»... البرنامج اللي من اسمه تقول بيكون سهل ويريّحنا، بس للأسف، ما سهل إلّا طريق الاكتئاب!
من أول ما تنزله على تلفونك، تحس كأنك فتحت باب على واقع ثاني. واقع كله ديون، مخالفات، استدعاءات، ومشاكل كنت عايش مرتاح ما تدري عنها. فجأة، كل شي يطيح على راسك. تفتح التطبيق؟ تنبيه! «عندك مخالفة مرورية من سنة الطيبين». بعدها بلحظة، يجيك إشعار: «عليك مطالبة مالية من جهة حكومية». طيب يا جماعة، خلونا نعيش!
البرنامج، بدال ما يسهل علينا، صرنا نخشى منه، نخاف نفتح التلفون ونشوف إشعار أسود يطفي يومنا. تقول قاعد ببرنامج رعب. كل تنبيه يشبه صفعة على الوجه... ومع الوقت، صار عندنا رهاب من كلمة «تنبيه».
حتى القهوة الصبح، ما صارت تضبط إلا بعد ما تتأكد إنك ما فتحت «سهل»، لأنك تدري إذا فتحته، غالباً راح تشوف شي يخرب يومك. وتدري شنو المشكلة؟ ما في ولا تنبيه يفرّح، ما في «مبروك! تم إسقاط مخالفتك!» أو «تم إعفاؤك من رسوم»، كله تحصيل، تحذير، تنبيهات... يعني وين الجانب الإنساني؟
برنامج سهل... سهل علينا الاكتئاب، سهل علينا الضغط النفسي، وسهل علينا إننا نحس ان هناك من يراقب كل حركتنا ويذكرنا بأخطائنا كل يوم.
نبي البرنامج اللي يراعي مشاعرنا، يعطيك الخبر الحلو بين فترة وفترة، يقول لك «أنت بخير، ما عليك شي»، أو حتى «استمر، وضعك ممتاز». مو بس يصيح في وجهك كل يوم.
يا مطوّري «سهل»، سهّلوها علينا عدل... مو بس بالإشعارات، سهلوها بالرحمة، بالرسائل الإيجابية، بلمسة إنسانية. الشعب ما ينقصه هم... عطونا شوية أمل وسط زحمة التنبيهات.
[email protected]