: آخر تحديث

هل انطفأت يوماً؟!

10
9
8

هل يمكن للمرء أو الإنسان أن يفقد الأمل كلياً في أي أمر في حياته؟

قد يُصاب المرء بخيبة أمل أو انكسار في مرحلة من مراحل حياته ولأسباب معينة، إلا أنه لا يمكن أبداً، ووفق علم النفس، أن يفقد الإنسان الأمل كلياً، وإلا لما استطاع أن يستمر في حياته.

في علم النفس هناك ما يسمى بـ«الانطفاء المؤقت»، يمكن أن يعود بعده النور، ولكن وفق كل حالة ولفترات مختلفة.

حتى نتيح لكل فرص الهروب من الانطفاء المؤقت بمختلف أشكاله، لا بد أن تكون هناك يد قريبة في كل الأوقات، وأذن صاغية مهتمة ومحبة وراغبة في المساعدة، لنعرف أننا باتجاه الأمل، الذي سيعيد بدوره الضوء في قلوبنا.

هل هناك إنسان يفقد الأمل في وطنه، ويرى مكانه في وطن آخر، مهما كانت سلبيات بلاده ومآخذها؟

عندما تتكرر الخيبات في حياتنا، مع شبه غياب لمساحة التعافي، وعندما نفقد الإحساس برغبة المحاولة والانكفاء الذاتي، وعدم الرغبة أيضاً في التفكير حتى بنتائج محددة، يمكن أن تكون سبيلاً لسعادتنا، نكون في حالة انطفاء مؤقت أو شبه دائم.

إلا أن أصعب حالات الانطفاء، عندما نشعر بالعزلة، وكأننا وحدنا في الميدان، مما يسبب لنا الكثير من الألم والإرهاق والإنهاك العاطفي.

ما أريد أن أؤكد عليه في مقالي هذا، أن الأمل لا يموت أبداً، بل يتوارى بين حين وآخر، وقد يختبئ بين طيات مآسينا ومشاكلنا وحطام نفسياتنا، إلا أن ضوءه يتسرّب بين حين وآخر، إذا ما وجد مساحة مهما كانت ضئيلة، تتيح له التسرّب وتبليل النفس بذرات الأمل، اخترقها.

من المهم جداً أن نمارس الامتنان لأقل الأشياء في حياتنا، لأن هذه الأشياء البسيطة جداً هي الشرارة التي تشعل الضوء داخلنا.

ليس من المجدي أبداً أو المفيد جلد الذات، وإعادة تكرار المرور عليها، لنتجاهلها ونتعامل معها كما نتعامل مع جرح بسيط أدمانا لحظة فقط.

لنخطّط لهدف صغير جداً، من السهل تحقيقه على المدى القريب جداً، لأن الإنجاز مهما كان بسيطاً يوقظ الأمل.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد