سهوب بغدادي
فيما تعرف الأسرة اصطلاحًا «بالجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب استقرار وتطور المجتمع و التي تؤثّر على نمو الأفراد وأخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر وحتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسؤولاً عن نفسه وعضوًا فعالاً في المجتمع»، إذ نعلم أنّ الأسرة هي النواة الرئيسة لصلاح الأفراد وازدهار المجتمعات، وتتأتى المنفعة والآثار الإيجابية من خلال عدة عوامل وأساسات وقيم متينة جمعية وخاصة في محيط الأسرة الواحدة، حيث يعد دور الأسرة مهمًا بالنسبة للأطفال وأفرادها المتواجدين بين جنباتها، كذلك، تنعكس أهمية الأسرة على المجتمع على حد سواء في مواطن عديدة كالنفع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وما إلى ذلك من الإطارات، في الوقت الذي تختلف فيه الأدبيات حول إيجاد سبل تعزيز استقرار الأسر في المجتمعات على اختلافها، من خلال بث الوعي بالمسائل المؤثرة فيها بشكل مباشر وغير مباشر، أيضًا بتعزيز الابتكار انطلاقًا من رؤية المملكة الطموحة 2030، إنّ هناك الكثير لسرده فيما يتعلق بتلك اللبنة الأولى ولا يسعني المقام ولا المقال لكي أشملها في موضع واحد، إلا أنّ أهم مايمكن غرسه في الأسرة وأفرادها «الهوية الوطنية» وذلك مانراه -ولله الحمد- بالشراكة بين الأسرة والمدرسة ومختلف الجهات لزرع تلك الروح اللازمة لنبض الحياة وتطورها، بلا شك، إنّ الفورة الرقمية المعاصرة بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي حتمت علينا التعامل معها بوعي أكثر، فلا يمكن منع الأطفال منعًا كليًا أو تركهم يبحرون في أغوار المنصات دون تقنين، فالأمر يكمن في تقوى قبل كل شيء ثم الثقة التي يوليها المربي للطفل، كذلك تفعيل مبادئ الفلتر الذاتي لكل شخص، بهدف انتقاء الأفضل من المحتويات الغزيرة التي نتعرض لها بشكل لحظي، ذلك ما تم نقاشه وأكثر في أمسية ماتعة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من خلال اثنينية الحوار في جلسة بعنوان «دور الأسر في التنمية المستدامة»، فنحن بحاجة إلى مثل هذا الطرح بشكل مستمر لنصل إلى الوعي الاجتماعي بالمستوى المأمول بإذن الله تعالى.