> عندما أصرَّ أحد الصحافيين على السؤال الذي وجَّهه إلى المدير التنفيذي لمهرجان «كان»، تييري فريمو، حول موقف المهرجان من الأحداث والشؤون السياسية التي تقع من حولنا، قال: «المهرجان سياسي بقدر ما مخرج الفيلم سياسي».
> المعنى الماثل هنا هو أن مهرجان «كان» لا يتعاطى السياسة، لكنه يعرض أفلاماً لمخرجين يتعاطون السياسة. الفارق هو أن سياسة المخرج المُعبَّر عنها في فيلمه هي ملكه، أما المهرجان فيكتفي بعرضها.
> هذا المبدأ يُعفي المهرجان من تبِعات الموقف السياسي. إنه بذلك مثل العبارة التي نقرأها في بعض المواقع: «الآراء المنشورة تُعبِّر عن موقف الكاتب وليس عن موقف الموقع».
> يعرض المهرجان هذا العام فيلماً بعنوان «ذات مرة في غزّة» للأخوين عرب وطرزان ناصر. كذلك هناك أيضاً فيلم «حادثة بسيطة» للمخرج الإيراني جعفر باناهي، المُهدَّد بالسجن دوماً.
> ما سبق يؤكِّد نظرية المهرجان حيال السياسة، لكن هناك ما يناوِئها، وهو وجود 3 أفلام عن الموضوع الأوكراني، ولو أنها من وجهة النظر الأوكرانية وليس الروسية، بسبب مقاطعة المهرجان لروسيا، وهذا موقف سياسي شاء المهرجان أم أبى.
> لا محالة: شراكة المهرجان في أي موقف سياسي تتَّبعه الدولة. نعم، هناك حرية كبيرة في اختيار الأفلام، لكن عندما يتعلَّق الأمر بأن يَخرج المهرجان الفرنسي أو أي مهرجان أوروبي عن الخط السياسي للدولة، فإن ذلك فعلٌ محظور.