: آخر تحديث

الصورة الكبيرة

2
2
2

هيفاء صفوق

- توقفت لحظة عندما سمعت عبارة لا تقلق ستتضح الصورة الكبيرة لحياة الإنسان فيما بعد عليك السعي والعمل وستجد يوما بعد يوم ما يسرك ويبهج قلبك.

- هذا بالفعل ما يحصل يوما بعد يوم تجتمع أجزاء الصورة في حياتنا لتشكل صورة كبيرة مليئة بالتجارب والمواقف، نحن نضع الأهداف ونخطط ونسعى لها قبل رؤية ما سيحدث وبعد ذلك نحقق ما نريد وتتشكل تلك الصورة شيئا فشيئا.

- أحيانا نقف حائرين خائفين من المجهول وماذا وكيف ستأتي الأمور فنعظم القلق لعدم قدرتنا على رؤية المستقبل وهنا يأتي دور الوعي أن الصورة الكبيرة لا يمكن رؤيتها لكن نستطيع العمل في تشكيلها بوعي، وليس تنبؤا، بل قادرون في أن نضع أهدافنا ونخطط ونسعى وكلنا رجاء من الله -عز وجل ان يحقق ما نصبو إليه، وسندرك ما هو أعمق أن تدبير الله لنا أعظم وأجمل مما كنا نتصور، وأن أقدار الله نافذة لا محالة، فلماذا الخوف والقلق؟!.

- كم من الأحداث والحكايات التي حدثت في حياتنا رغما عنا بعضها أحببناها وبعضها كنا مرغمين عليها، ولكن الصورة الكبيرة مستمرة في تجميع أجزائها لكي تكتمل يوما ما، بل سندرك أننا حصلنا على افضل مما نريد، وندرك أن كل شيء مر في حياتنا وأن أخطائنا كانت خير عظيم في حياتنا وكان محور كبير في تغير انفسنا للأفضل، لذا الأخطاء إن وجدت فهي معلم صارم يغيرنا ويحدث التغيير بإذن الله للأفضل، مما يجعل حالة القلق التي نمر فيها تخف وتهدئ وندرك فلسفة الحياة في تقلباتها المعتادة ما جاءت إلا لتعلمنا وأن لا نخاف لعدم رؤية الصورة الكاملة في حياتنا بشكل واضح( لأننا تعلمنا معنى التسليم والاتكال على الله ثم العمل والسعي في أداء الأمانة والرسالة التي علينا، والأمانة والرسالة ليست شيء بعيد عنا بل في قلوبنا وداخل انفسنا حينما نلمس تلك النوايا الطيبة والنفس الهادئة والروح الجميلة ويصبح رغبتنا رضا الله في كل شيء هذا يجعل بوابة كبيرة تفتح لنا كيف نعمل ونجمل حياتنا للأفضل، وهنا يختفي الخوف من ماذا سيحدث في المستقبل ويتحول ماذا علينا فعله الآن في داخلنا وفي قلوبنا وعقولنا.

- البعض يذهب لتغير أحداث الخارج وتغيير الآخرين وهذا ليس مهم بقدر كيف نبني الداخل؛ لأنه هو المحرك الأساسي في الحياة الذي يشعرنا كم نحن جيدون وقادرون بأن نصنع حياة هادفة مطمئنة مفعمة بالنشاط والحيوية وندرك أننا نصنع ونشارك في أجزاء الصورة الكبيرة دون قلق لأننا كل ثانية ودقيقة نحن نشكلها بوعي وتأنّ لا نقلق من مستقبل ولا نبكي لماضي.

- هذا الوعي بوتيرة الحياة، كيف يلغي الهوس بتتبع التنبؤات وقراءة الأبراج والخزعبلات التي ملأت تلك الساحات في كل مكان فتصيب الانسان بالجهل والتخلف وتحرض على ثقافة الخوف.

- سندرك أنه ليس مهماً معرفة الصورة الكبيرة؛ لأنها جزءٌ من حياتنا ومعنا دائما وأبدا تتشكل بقدرة الله ثم بما نؤمن نحن به في تحقيقه، وسندرك عمقا آخرا بأن الصورة الكبيرة لحياتنا تتشكل يوما بعد يوم بتلقائية، فيزيد معنى الحرص والصبر والقوة والعزم في تشكيلها بوعي وتأنِّ وندرك معنى الحمد لله على الموجود الآن في حياتنا، لأن الشكر والحمد لله يزيدنا إصرارا وعزيمة ويجعلنا كل يوم في تفاؤل أكثر أننا قادرون في صنع ما نريد وأيضا إن لم نستطع تحقيق ما نريد هناك ما هو افضل واجمل لان هناك مد واسع من عطايا الرحمن لا يحدها شيء فله الحمد والشكر.

إضاءة: نحن نشكل الصورة الكبيرة يوما بعد يوم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد