: آخر تحديث

الزنجبيل المجني عليه !

7
7
5

عقل العقل

من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي ولقاءات البودكاست التي انتشرت بشكل كبير في مجتمعنا وتعددت اهتماماتها من الرياضة للأعمال والقضايا الفكرية والأقل فيها عن المواضيع العلمية، ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نشاهد أطباء إعلاميين يديرون هذه البرامج مع زملائهم الأطباء، وهذا التوجه باعتقادي محمود وله الكثير من الفوائد والإيجابية للمجتمع ككل، خاصة أن الوعي بالصحة بكافة أشكالها أصبحت من المواضيع المتابعة في الإعلام وعلى وسائل التواصل في بلدنا والعالم من يتابع موضوعا صحيا على هذه المواقع تنهال عليه مواد في هذا الموضوع من كل جهة والخطر الذي قد يكون له أسباب مدمرة ومضرة أن بعض من يعانون من بعض الأمراض والأعراض الخفيفة يصدقون ويطبقون ما يتابعونه على هذه القنوات، وقد تكون بعض الأدوية أو الأعشاب أو غيرهما غير مناسبة للحالة المرضية تلك، وقد تسبب هذه الأدوية والأعشاب أو وصفات الطب البديل كوارث صحية قد تصل لحد الوفاة أو التسبب في مشاكل صحية أخرى، فللأسف أن من يدَّعون الحرص على صحتنا وأنهم يبشروننا بعلاجات نهائية لبعض الأمراض المزمنة وخاصة مرضي السكر والضغط هم بالحقيقة يبحثون عن زيادة متابعين وارتفاع نسب المشاهدة التي تنعكس علي إعلانات بمواقعهم تلك أو أنهم بالفعل يحصلون على مبالغ نقدية. وقد تفهم هذه المبالغة في الطرح في بعض المواضيع والتي قد لا يكون ضررها كبيرا على المجتمع خاصة في بعض النقاشات الرياضية والفنية أو المحتوى الفكاهي فهذه الضرر فيها فقط إضاعة الوقت والجهد ولكنها على الأقل لا تمثل خطرا على حياة الإنسان.

الأطباء في كل العالم يتمتعون بصدقية ومكانة مرتفعة في مجالهم والكل يستفيد من علمهم وثقافتهم الطبية، ولكن ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي غير مثل هذه المفاهيم وأصبحنا نجد البعض منهم يطلق العنان لنفسه ويعطي معلومات عن مشروبات ومأكولات اتفق الجميع والعلم لاحقاً على أنها صحية أو على الأقل غير مضرة للإنسان. أحدهم أرجع ما نسبته ٨٠٪؜ من الجلطات بسبب الزنجبيل، وهو مشروب متجذر في الثقافة المحلية، ويبدو أن مدعي الطب البديل قد بالغ كثيراً، والدليل أن هناك أطباء لهم مصداقية علمية تصدوا لهذا الاستنتاج، وتم استدعاء طبيب الزنجبيل للجهات المختصة. طبيب آخر له صولات وجولات في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقابلة مع طبيب آخر في برودكاست يفترض فيهما المصداقية روجا في البرنامج لنوع من الإبر العلاجية التي يدعيان أنها سحرية المفعول، وتم استدعاؤهما من هيئة تنظيم الإعلام بسبب أن ما ذكراه ليس بدقيق وغير مرخص في السوق المحلي. الأكيد أننا نشهد فوضى في التبشير بالعلاجات السحرية لكافة الأمراض من السكري للسرطان، وهذا يتطلب نوعاً من المراقبة من الجهات المختصة في الإعلام، وفي المقام الأول من الأجهزة الصحية ذات العلاقة ويفترض أنها تعطي الإذن والترخيص لمن يخرج من الأطباء في وسائل التواصل الاجتماعي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.