حمد الحمد
«النذل» ليس عنواناً لأحد الأفلام الأميركية، إنما كانت هناك حكاية...
ففي منتصف التسعينات، كنت في دورة تدريبة في جنيف، وهناك كونت «قروب» من أربعة من العرب، أنا أحدهم، وهم من المشاركين في الدورة. وفي المساء كنا في لوبي الفندق نتباحث أين نذهب للعشاء، ونحن نتحدث، إلا وعلى رؤوسنا يقف شاب عربي، قدم نفسه، وقال إنه يعمل في البنك الإسلامي الفلاني...
سمعنا كلمة إسلامي وشعرنا بالاطمئنان. وقال إنه يعرف المطاعم وبامكانه أن يقترح أحدها ووافقنا.
أخذنا لأول مطعم، ودفع زميلنا الأردني. وفي اليوم الثاني أخذنا لمطعم آخر، ودفع الليبي. وفي اليوم الثالث، دفع السعودي. ولم يتبق إلا أنا، حيث أخذنا ذلك الشاب لمطعم، وكان معه صديق شاركنا العشاء، وأصبحنا 6 أشخاص، وأنا الكويتي دفعت قيمة العشاء.
بعدها ضرب ذلك الشاب على صدره، وقال إنه سيدعونا غداً لمطعم محترم والحساب عليه. وطبيعي لم نعترض لأنه تعشى على حسابنا لأيام عدة.
جاء يوم دعوته وانتظرناه في لوبي الفندق ليأخذنا للعشاء، لكن لم يظهر ولم نره. هنا شعرنا بالإحباط لأننا خدعنا.
وقال الليبي، إنه سينتظره حتى الفجر ليلقنه درساً... ولم يحضر!
وبعدها بيوم كان قروبنا في الفندق، وكل شخص مع حقيبته بانتظار التاكسي للذهاب للمطار، إلا وصاحبنا الشاب يظهر من على بعد ويؤشر بيده يودع وبابتسامة، وكأنه يفتخر بخداعنا وبنذالته!
السؤال: هل التقيت بأحد من نوعية كهذه؟! الاحتمال وارد، فهذة الفئة، وإن كانت قليلة، تعتبر استغلال الناس شطارة، وتفتخر بما حققت... هذه الفئة هي، أرذل الناس!