: آخر تحديث

الكريسماس بين الحرب والسلام

5
5
5

سلطان ابراهيم الخلف

«المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة» (لوقا 2:14).

يصادف الخامس والعشرون من ديسمبر، عيد ميلاد المسيح عليه السلام، كما في التراث المسيحي الغربي، ولا تزال حرب الإبادة الصهيونية على غزة مستمرة للكريسماس الثاني منذ السابع من أكتوبر 2023.

والمشاركون فيها مع الإرهابي بنيامين نتنياهو، هم كبار قادة الغرب المسيحي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر أنه يتوجّب عليها ومن دون تردد مدّ الإرهابي نتنياهو، بكل ما يحتاجه من سلاح وقنابل وذخائر، والذي كان سبباً في إطالة العدوان على سكان غزة، وتدمير معالم الحياة فيها، بينما يتلقى البيت الأبيض التهاني بميلاد المسيح، عليه السلام، وقد توزّعت في ردهات البيت شجيرات عيد الميلاد بمصابيحها المتلألئة.

وكان موضوع شجرة البيت الأبيض لعام 2024 هو «موسم السلام والنور»، ضارباً عرض الحائط بشارة السلام في الأرض، والمسرّة بين الناس التي حملتها الملائكة وهي تبشّر بميلاد المسيح عليه السلام.

فالصهاينة اليهود هم ألدّ أعداء المسيح وأمه الطاهرة مريم العذراء، عليهما السلام.

والمعروف أن الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي لا تزال تمدّ الكيان الصهيوني بالمساعدات العسكرية، هي ألمانيا، والتي يحكمها ائتلاف من أقوى أحزابه، الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو ذو خلفية مسيحية.

ومع ذلك فإن ألمانيا لا تتصرّف وفق تعاليم المسيح، عليه السلام ومبادئه السلمية، وتتمادى في دعم الإرهابي نتنياهو، وفقدت بذلك خصوصيتها المسيحية.

لا تختلف فرنسا وبريطانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي عن ألمانيا، باستثناء جمهورية ايرلندا، التي كان لها موقف مخالف لهذه الدول، مطالبة بفرض عقوبات شديدة على الكيان الصهيوني من أجل وقف عدوانه على غزة.

أعياد الكريسماس في الغرب، أصبحت مجرد أسواق تجارية ليس لها أي معنى إنساني، تُعرض فيها أنواع كثيرة من البضائع وهدايا العيد، ويتقاطر الناس عليها بشراهة من أجل الشراء.

لم تشهد البشرية السلام منذ أن تسلّم الغرب المسيحي زعامة العالم، فقد اندلعت في أوروبا المسيحية، حربان عالميتان خلال النصف الأول من القرن العشرين، قتل فيهما عشرات الملايين من الأوروبيين، ودمرت مدن بأكملها.

ولو اندلعت حرب عالمية ثالثة، فستكون بين المسيحيين الروس الأرثوذكس، والمسيحيين الأميركيين وحلفائهم الأوروبيين من الكاثوليك والبروتستانت، وكلا الطرفين يدّعيان أنهما من أتباع المسيح، ويحتفلان في كل عام بعيد ميلاده عليه السلام، بينما لا تزال الحرب قائمة بينهما على أرض أوكرانيا، وقد مرّت عليها الذكرى الثانية للكريسماس، ولم تشهد ساحة أوكرانيا «سلاماً ولا مسرة».

حقاً، عيسى عليه السلام، بريء من زعامات الغرب، فهم أبعد ما يكونون عن تعاليم عيسى، عليه السلام، وإن ادعوا محبتهم له، وتمسّكهم بالكتاب المقدّس، فرسالتهم، هي سفك دماء البشرية، وغزة خير شاهد على ذلك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد