: آخر تحديث

مقال ابن (66) !

10
10
14

ريهام زامكه

صباح الخيرات عليكم؛ (دحين) أنا قاعدة على مكتبي العزيز (أبغى) أكتب لكم مقالاً بمصطلحات حجازية بحتة، وبصراحة قبل ما أدخل لمكتبي (زكّنت) على أهل بيتي إنه (لحد) يزعجني، وللأمانة (هُما) سمعوا الكلام.

صفيت ذهني ورميت كل مشاغلي ومشاكلي وقلت في (60 دهية) عليها، المهم إني اختلي بنفسي وببنات أفكاري (مزبوط) و(أتشعبط) فيهم (عشان) أعرف أكتب (مقال).

إلا على فكرة؛ (إحنا) ليه نقول في 60 دهية؟ ليه ما تكون 70 أو 59 دهية مثلاً! ...

(كمان) لمن نجي نوصف شخص سيئ الخُلق والمعشر ليه نقول عليه ابن (66) كلب -أعزكم الله- وما نقول مثلاً ابن (45) كلب؟!

فهموني بس مين (هوّا) الشخص (الكويس) اللي وزع هذه الأرقام (عشان) أتفاهم معاه وأقوله (إشبك يا واد) ترى (مخولتنا)!

المهم؛ اسمحوا لي (أهرج) معاكم اليوم (شويه) باللهجة الحجازية، هذه اللهجة الجميلة السهلة الممتنعة، والتي يتحدث بها سكان منطقة الحجاز في السعودية، وتتميز بمفرداتها البسيطة التي تعكس التنوع الثقافي والتاريخي الذي يعكس روح الحجاز وتراثه العريق وأهله الرائعين.

وعلى سبيل المقال؛ (إنتا فين)؟ وتعني أين أنت، وعادةً تستخدمها الزوجة الحجازية عندما تُرسل أو تتصل بزوجها ليحدد لها مكانه الجغرافي (بالزبط).

ولأني حجازية أباً عن جد أفتخر وأعتز بهويتي الحجازية، وأبحث دائماً عن كل نافذة تطل على التراث الحجازي في أبسط الأشياء حتى الكلمات والمعاني والأغاني والأمثال والدروس التي توارثناها عن أجدادنا وأشم بها رائحة (ستّي وسيدي).

فمثلاً في الأمثال قالوا:

(بعد ما أكل واتكى، قال ريحته مستكه).

ومعنى المثل يضرب في الشخص الناكر للمعروف، ولمن يعيب الشيء بعدما استفاد منه.

ومثل آخر يقول:

(إيش تأخذ القرعة من كدّ الأمشاط).

وهذا المثل يضرب فيمن لا فائدة ترجى منه.

وبالطبع أهل الحجاز معروفين بكرمهم وحكمتهم وتراثهم الذي يعكس عمق تاريخ المنطقة وتنوع ثقافاتها، فبالعادة تجدهم كرماء وكرم الضيافة عندهم من أخلاقهم، وعادةً يقولون على الضيف «الضيف ضيف الله» ويعتبرون إكرام الضيف حقاً وواجباً، وهذا الكرم نابع من إيمانهم وأخلاقهم بأهمية إكرام ضيوفهم.

وأهل الحجاز غالبيتهم «بشوشين وبسيطين ومهذبين» في تعاملهم مع الناس، ودائماً يركزون على احترام الكبير والعطف على الصغير، والترابط الأسري لديهم من أهم الروابط، وهذا ما يعزز الحب والألفة بين أفراد العائلة.

وعموماً؛ استمتعت (مررررا) وأنا أغوص في جمال اللهجة الحجازية وتراثها وأهلها، ولكن خلاص صار لازم (أتلحلح) وأنهي هذا المقال قبل (الحوسة) لأني معزومة ولازم أقوم ألبس (قَوَام).

ولكن قبل ما أودّعكم أشهدكم؛ إني بنت هذا البلد العظيم، وأعشق كل مكان و(شبر) فيه، من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، ومن الشرق للغرب، وفي قلبي حب عظيم.

«ويا شارع حبيب الروح، عمالي أجي وأروح

مستني منايا يطل متمني بسري أبوح

وأنا وأنا وأنا متعدي وعابر سبيل».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد