: آخر تحديث

يوميات القراءة (5)

18
13
18

.. نحن في العام الثامن من عشرية القراءة الإماراتية 2016- 2026.. ومحظوظ من يقرأ في الإمارات، فمن أراد أن يقرأ في التاريخ والتحقيق والتوثيق عنده منشورات القاسمي، ومن أراد أن يقرأ في المسرح عنده إصدارات الهيئة العربية للمسرح، ومن أراد أن يقرأ في النقد الأدبي والنقد المسرحي والتشكيلي عنده عناوين دائرة الثقافة في الشارقة، ومن أراد أن يقرأ في الثقافات والتراثيات الشعبية عنده إصدارات معهد الشارقة للتراث، ومن أراد أن يقرأ في ترجمات الآداب والفنون والحضارات عنده إصدارات مشروع (كلمة) في أبوظبي، ومن أراد أن يقرأ في الفكر عنده إصدارات المنظمة العربية للترجمة المدعومة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومن أراد أن يقرأ في الفلسفة عنده إصدارات بيت الفلسفة بالفجيرة، ومن أراد أن يقرأ في الموسيقى عنده عناوين من مشروع كلمة في أبوظبي..هل القراءة فعل جمالي ثقافي معرفي يتحدد فقط في القراءة من من الكتب، أي القراءة الشفوية؟؟.. لا، القراءة أيضاً مجموع قراءات، هناك قراءة بصرية،  وسمعية، ومن أراد أن يقرأ سمعياً عنده في الإمارات أوبرا دبي، ومن أراد أن يقرأ بصرياً عنده اللوفر في أبوظبي، وبينالي الشارقة..القراءة، في الدولة ظاهرة ثقافية حضارية. شبكة معارف وأفكار ورؤى تلتقي أو تتوازى معاً، وتتوافر كل هذه الينابيع والمصادر هنا في الإمارات، سواء في دور النشر المحلية أو في مؤسسات الثقافة أو في معارض الكتب.بيئة إماراتية مفتوحة تماماً للقراءة التي أصبحت ظاهرة في البلاد، وتدعم هذه الظاهرة مبادرات قراءة إماراتية ذات امتدادات عربية مثل تحدّي القراءة العربي، وشهر القراءة (آذار/مارس)، وعشرية القراءة..إذا أراد القارئ في الإمارات فضاءات عامّة للقراءة عنده بيت الحكمة في الشارقة، ومكتبة محمد بن راشد في دبي، عنده شبكة مكتبات عامّة في كل إمارات الدولة يتاح له فيها القراءة والبحث واستعارة الكتب.من أراد أن يعلم أبناءه وأطفاله وعائلته عادة القراءة، ففي الإمارات قطاع متخصص في ثقافة الطفل، وفي معارض الكتب تنتشر أجنحة واسعة لهذا التخصص الموجّه إلى الطفل.في ضوء هذه الشبكة القرائية التعددية والتنوّعية، وبالتدريج والتراكم، تنشأ الأجيال القارئة، وينشأ المجتمع القارئ، وفي ضوء هذه الحقيقة أيضاً، وفي غضون أقل من عقدين قادمين سيشار إلى بيئة القراءة في الإمارات بوصفها الأولى بين قياسات ومعدّلات النمو الثقافي في العالم، وستشهد الدولة انعكاسات بالغة الأهمية والإيجابية على صعيد طبيعة المجتمع الإماراتي نفسه على مستوى الاقتصاد والإدارة والتنمية..


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد