: آخر تحديث

بداح الفغم.. الحارس المكين والمرافق المؤتمن

16
11
12

عبده الأسمري

ما بين حراسة «الشخصيات» وفراسة «الذات» بنى صروح سيرته على أصول الإثبات وحصد طموح مسيرته في فصول الثبات فكان الفارس الأصيل والحارس النبيل الذي حمل الأمانة ونال المكانة في شؤون «التمكن» ومتون «التمكين».

رفع راية «الانضباط» فظل أنموذج «الضباط» المختار من واقع «السمعة» ووقع «الثقة» التي جعلته «المرافق» الموفق في شواهد «القرار» ومشاهد «الاستقرار».

حمل على عاتقة «تركة» الشرف فأدى «القسم» وعانق «الهمم» ومضى راشداً يرتب مواعيد «المهارة» على أسوار «المهمات» واستمر رشيداً يوثق وعود «الجدارة» في «أغوار» المناسبات».

إنه الحارس والمرافق الأسبق للملك عبدالله اللواء بداح بن عبدالله الفغم رحمه الله أحد أبرز الحراس الشخصيين والضباط المتميزين في الوطن.

بوجه مسكون بالوقار مع ملامح بدوية وتقاسيم ندية تتكامل مع والديه وتتماثل مع أخواله وعينان لامعتان تسطعان بنظرات «الجد» ولمحات «الود» وبزة عسكرية مهيبة تحمل سيفين يعكسان الشرف وتاج يوظف الفخر وأناقة وطنية تعتمر الزي السعودي الأنيق المتكامل على محيا عامر بالهيبة وغامر بالطيبة و»شخصية» ودودة الجانب سديدة «الرأي» حكيمة «القول» رائدة «الفعل» لطيفة «المعشر» أصيلة «العمل» نبيلة «التعامل» وصوت جهوري مزيج من «لهجة» بيضاء و»لغة» عصماء تنبع من «مخزون» مهني وتتجلى من «مكنون» وطني وخبرة سديدة وسيرة مديدة قضى الفغم من عمره عقودا وهو يبهج «الميادين» «بتكتيك» الموجه ويضيء «المضامين» بتخطيط القائد ويرتب «المواكب» الملكية وينظم «الخطط» الميدانية وينثر «عبير» المكارم في آفاق «الأثر» وينشر أثير «الفضائل» في أصداء «التأثير» ويؤصل «عناوين» المهنية في فضاء «التكليف» ويوظف «تفاصيل» الوطنية في أرجاء «التشريف» كقائد حرس وحارس ملك ومرافق حاكم ووجه عطاء عسكري ونبع سخاء وطني وضع اسمه في مقامات «البارزين» وأبقى صيته في قوائم «المؤثرين».

ولد الفغم في يوم ملأ منزل والده ببهجة «القدوم» ومهجة «المقدم» وتناقلت منازل «الحي» المتجاورة في الأماكن والمشاعر الخبر المبارك بجمال المباركة وجميل المشاركة.

اختارت له أسرته اسم «بداح» الذي يحمل في معانيه «معاني» البطولة و»معالم» الرجولة مما جعله مرتبطاً بتلك «البصيرة» التي كان «السر» الأمثل في امتلاكه «بعد النظر» و»نظرة الاستباق» التي تحولت إلى «حقائق» مبهجة جعلته أهلاً للثقة ومنبعاً للحكمة.

نشأ الطفل النابه وفق «تنبؤات» عائلته الباكرة بين أب كريم علمه «ماهية» النصح سراً وعلانية وأم عطوفة أسبغت عليه برياحين «الحنان» وعناوين «العاطفة» فنشأ بين قطبين فريدين من «المعروف» و»العرفان» صقلت طفولته بدواعي «الفلاح» ومساعي «التفوق».

أنصت الفغم صغيراً لمرويات «اليقين» في مجلس والده وظل يكتبها في كشكوله المكتظ بأمنيات عفوية ورسومات بريئة شكلت له «الشواهد» المثالية و»المشاهد» المرئية التي راها حقيقة معلنة أمام بصر «التوقع».

اقتنص الفغم من حكايات «الطيبين» ملاحم «الأجاويد» في إغاثه الملهوف وإعانة العابر وتعلم من قصص «العابرين» فوائد «الصبر» وعوائد «الجبر» حتى تشكلت في وجدانه مناهج من «المروءة» ومنهجيات من «الشهامة» فولى أمنياته شطر «الاعتزاز» ووجه قبلة أحلامه نحو «الإنجاز» مجللاً بعزائم «النفع» ومكللاً بموجبات «الشفع».

ركض الفغم بين أقرانه مدفوعاً بتربية حكيمة غرسها في وجدانه والده «الضابط» المهيب صاحب الصيت «الشائع» والمنصب «الذائع» في مرافقة الملك عبدالله وتسربت في «شرايين» طفولته الوجاهة الأبوية التي انطبعت في ذاكرته «الغضة» فكبر وفي قلبه «روح» الاقتداء وعلى لسانه «بوح» الاحتذاء.

تعتقت نفسه بعطاء «البداوة» في مضارب عشيرته وتشربت روحه إمضاء «الحفاوة» في مشارب قبيلته وانخطف صغيراً إلى «موجهات» أسرية أولى كانت له بمثابة «المغنم» الذي حرص على اقتنائه في «عمق» طفولته و»المعلم» الذي مضي يسير على خارطته في «اتجاه» بطولته.

برع الفغم بين زملائه باكراً مما جعل نبوغه «حديثا» جائلا بين الحكماء من قبيلته الذين رأوا فيه مشروعاً بشرياً سيملأ أرصدة «المستقبل» بقيمة إضافية قوامها «الكفاح» ومقامها «الفلاح».

درس الفغم وأنهى تعليمه والتحق بالقطاع العسكري وتتنقل بين عدة وحدات عسكرية وتميز بكفاءته العملية وحصل على عدة دورات متميزة وترقى حتى وصل إلى رتبة لواء وعينه الملك عبدالله حارساً شخصياً له ليحل مكان والده الراحل الشيخ عبد الله بن هايف الفغم حيث عين ابنه الشاب بداح في فريق حراسته الشخصية لمدة 30 عاماً وظل اللواء بداح مرافقاً شخصياً له حتى وفاته..

بعد مسيرة من العطاء حظي الفغم بحصاد «مستحق» من شهادات المقربين واستشهادات المراقبين وفق مسيرة ملهمة وخبرة عريضة وملحمة فريدة سجلها باقتدار بدلائل المهام وبراهين الأداء وظلت ناطقة في صدى «المناصب» وسامقة في مدى «المناقب».

انتقل اللواء بداح الفغم إلى رحمة الله في 29 صفر 1443هـ الموافق 6 أكتوبر 2021 عن عمر ناهز الثمانين عاماً قضاها في خدمة دينه وقيادته ووطنه وقد أدى الصلاة عليه نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود، وذلك في جامع الراجحي بالرياض وووري جثمانه ثرى العاصمة الرياض وقد تناقلت وسائل الإعلام نبأ وفاته واصفة المشهد بالرحيل المؤثر وتم استعراض محطات عمل الراحل في صور مختلفة وصفته بالشخصية المؤثرة والبارزة وابن الوطن البار الذي تعطرت سيرته بوقائع «القيمة» وحقائق «المقام».

وقد نعته قطاعات الدولة ومؤسسات الإعلام ومنصات الوطن وذكرت مناقبه وصفاته وما تركه من «أثر» على خارطة العمل العسكري والوطني والتنموي وما أبقاه من «سمعة» عاطرة بالنبل ومعطرة بالفضل.

ترك الفغم من بعده «ذرية» مباركة فالحة تسلموا «رايات» المسؤولية في أكثر من قطاع واتجاه وحملوا «لواء» الوطنية ومضوا «راشدين» و»ناجحين» يقطفون «ثمار» التربية ويوظفون «استثمار» التوجيه ليكونوا «نجوماً» في سماء «المآثر» المقترنة بأب كريم ووالد عظيم.

اللواء بداح الفغم رحمه الله الحارس المكين والمرافق المؤتمن والضابط الأمين والوجه المضيء في إضاءات «الذاكرة» والوجيه البارز في إمضاءات «الاستذكار».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد