: آخر تحديث

الذكاء الصنعي.. والحب

23
23
22

للباحثين المؤرخين دينيس تشيكالوف، وفلاديمير كونراشوف رأي في الذكاء الاصطناعي، وهناك من يسمّيه الذكاء الصنعي، يعود إلى أكثر من خمسة عشر عاماً، ويتصل هذا الرأي المبكر في ظاهرة الذكاء هذه بالإدارة بشكل خاص، هذا الفن (البشري) الذي لا يمكن إيكاله إلى الآلات، ويرى الباحثان أن الذكاء الاصطناعي الأكثر مهارة لا يزال متخلّفاً عن الذكاء البشري من ناحية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وصحيح أن الآلات يمكنها القيام بأعمال شاقة، ولكن دائماً لا بد من إنسان ينظم ويراقب، ويقول الباحثان (ترجمة: عماد طحينة، كتاب تاريخ الثقافة العالمية):.. إنه لا توجد حتى الآن آلة قادرة على التفكير والاختراع والإبداع، وإن القادر على ذلك هو الإنسان فقط، ولكن ليس كل إنسان.

يقول الباحثان: إن الحوسبة والأتمتة تتطلبان من الإنسان صفات مثل التفكير الإبداعي، والقدرة على تنظيم سير العمل، والاستجابة بشكل سريع ومناسب لما سمياه (البيئة المتغيّرة).. وربما قصدا بهذه البيئة تلك المتصلة مباشرة بعمل الآلة..

أفكار كثيرة تتوالد اليوم من سياقات ثقافة أو ظاهرة الذكاء الاصطناعي، بل إن هذه الظاهرة تقع اليوم في أولويات دراسات في حقول مثل علم الاجتماع وبقية العلوم الإنسانية، ولكن، وفجأة هذه المرة،.. هل من علاقة ممكنة وقائمة بين الذكاء الاصطناعي.. والحب؟

يستطيع الفكر الرقمي، إن صحّت العبارة، الذي يقوم عليه هذا الذكاء اللابشري أن يجدول ميزانية بنك، وأن يشتغل على منظومة ضخمة من الحسابات والأرباح والخسائر، ويستطيع المفكر اللابشري هذا أن يبدع من مجال التصميم ومجالات السوق والاقتصاد واستخلاص نتائج رقمية بسرعة، كما يبدع مفكر الرقم والكمبيوتر في مجال الاتصال، ويتدخل بذكاء عبقري في حقول سيبرانية، ولكن كل هذه العبقريات الآلية شيء، والحب شيء آخر، وذلك، ببساطة شعرية أنه لا قلب للكمبيوتر، ولا يمكن أن يكون له قلب..

من زاوية علمية صدفة هناك، بالطبع، قلب من التوصيلات والدوائر التقنية المعقدة في شبكة الكمبيوتر المرعبة، ولكنه قلب من أسلاك. إنها شرايينه الكهربائية وليست شرايين الدم البشري الذي يمنح الحياة اسمها الآدمي، والشعري، المبسّط تماماً في هذه النبضات المنتظمة.. دقة دقة منذ ميلاد الإنسان، وإلى أن يصبح هذا الإنسان أكثر جمالاً حين يقع في الحب..

الذكاء الاصطناعي ذكاء إدارة وأسواق وشركات وثقافة المال العابر للقارّات والصواريخ العابرة للقارّات أيضاً، ولكن هذا الذكاء المنظم والدقيق والسريع لا يمكنه في المطلق كتابة مسرحية، أو قصيدة، أو قصة.. قصة حب على وجه التحديد.. تلك القصة البشرية الدافئة التي تكتب يومياً ببلاغة آدمية رائعة منذ أول قلب، وأول حب.. وحتى لحظة كتابة هذه السطور بالقلم.. لا بالكمبيوتر.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد