: آخر تحديث

قصة فساد قصيرة !

26
23
28

وجد الشاب المستجد في وظيفته الأولى لدى الشركة المالية مخالفات ترقى لخيانة الأمانة يرتكبها رئيسه المباشر، فرفع للمدير العام مذكرة بهذه المخالفات التي تضر مصلحة الشركة وتمس مالها، وعندما جاء لمكتبه صباح اليوم التالي وجد ظرفاً يحمل اسمه ففتحه بحماسة، متوقعاً خطاب شكر من المدير العام أو مكافأة على حرصه وأمانته، لكن الظرف كان يحمل خطاب استغناء عن خدماته !

أدرك مبكراً أن طرق الحياة تملؤها الأشواك وتتقاطع فيها دروب اللصوص وأصحاب المصالح، وأن الأمانة وحدها لا تكفي لإنارة الطريق وعبور التقاطعات بأمان !

طوال سنوات ظلت هذه التجربة مثالاً عنده على أن الفساد لا يُقهر وظل متشككاً بكل شعارات مكافحة الفساد ومؤمناً بأن كشف الفاسد قد يكون وبالاً على من ينشد إصلاح المجتمع !

اليوم اختلفت المعادلات، فلم يعد الفساد صاحب اليد الطولى ولم يعد يملك حصانة من المحاسبة، ولم يعد الفاسدون يختبئون خلف مناصب عليا أو أصحاب نفوذ يشاركونهم المنافع، أصبحت لديه قناعة أن عهد الحزم هو بالفعل عهد عزم في مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين أياً كانوا وأينما وجِدوا، لم تعد المسألة سمعنا ويقال، بل أفعال تعلنها أجهزة الدولة المختصة بمكافحة الفساد بكل شفافية تفضح فيها الفاسدين وتعري المفسدين !

ما أسعدني بهذا العهد الحازم في مكافحة الفساد وتعرية الفاسدين، كنت في سنوات بعيدة أحلم باليوم الذي يجد فيه خونة الأمانة ولصوص المال العام حسابهم في الدنيا فجاء وعشت لحظاته !

اليوم كل فاسد ليس محصناً من المحاسبة، ولا وجود لعفا الله عما سلف، فكل فاسد سيحاسب على كل قرش سرقه من المال العام، وقبل ذلك على خيانة ثقة ولي الأمر والوطن، وأمانة الوظيفة والمسؤولية !


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد