لقد أسّس الخطاب السامي لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قبل أيام من الآن، لعهد جديد في المسيرة الظافرة للبلاد منذ عقود. الخطاب وضع النقاط على حروف كثيرة، وأسس لعهد جديد في مسيرة الكويت. لقد تناول الشيخ مشعل الأحمد في خطابه الكثيرَ من الشؤون المحلية المهمة، وأماط اللثام عن جوانب أساسية في التعاطي مع الحياة السياسية. وفي تقديرنا فإن الخطاب بالغ الأهمية وهو يجعل ثقة المواطن الكويتي في قيادته على أعلى المستويات ويؤكد مجدداً أن البلاد في أيدي أمينة، وأنها تستكمل مسيرة النماء والتطور والنهوض نحو أفضل موقع على الخريطة الدولية.
إن النية خالصة والآمال كبيرة والتطلعات جسام في تحقيق النماء والتطور والنهوض بالكويت في مرحلة من عمر المنطقة تموج بالأحداث والتغيرات، مما يتطلب كثيراً من الحكمة والروية لمعالجة الملفات وفق أفضل السبل والوسائل، وصولاً بسفينة البلاد إلى بر الأمان، وذلك بوقوف الكويتيين جنباً إلى جنب خلفَ قيادتهم الحكيمة، متوافقين ومجتمعين تحت راية واحدة سعياً إلى النماء والنهوض والتطور.
وتأتي دعوة الأمير للمحافظة على المكتسبات والإنجازات بغية إعادة بناء الوطن وتجديده، من خلال التعاون بين جميع أهله، بهدف استكمال المسيرة التي بدأها الشيوخ الراحلون، وهو أمر له أهميته في استدامة السير على نفس النهج، في تعزيز النظرة المستقبلية الواثقة، وفي التأسيس لمرحلة مهمة من تاريخ الكويت المعاصر.
كان الشيخ مشعل مصاحباً لسلفه من أمراء دولة الكويت وملازماً لهم على مدى عقود، الأمر الذي يؤكد جاهزية سموه واستعداده الكامل لقيادة دفة البلاد وإيصالها لبر الأمان ضمن نفس الرؤية وعلى ذات النهج، في إطار التمسك بالثوابت الوطنية وبتعاليم الدين الحنيف وفي نطاق الحرص التام على تلبية تطلعات الكويتيين جميعاً.
ولم يفتأ الشيخ مشعل يؤكد حرصه على المشاركة الشعبية وسعيه لإشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة، وقد دأب إبان توليه مسؤولياته السابقة على لقاء المواطنين والاستماع لهمومهم، والسعي لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم، والتعرف على آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم لما فيه خير البلاد. وإلى ذلك فالخبرة الغنية لسموه والحنكة الدبلوماسية التي يتمتع بها.. كل ذلك يجعله يملك الأهلية التامة لقيادة المرحلة القادمة بكل أريحية واقتدار.
ولعلنا نشير في هذا الصدد إلى الثقة التي أولاها له الشيخ نواف الصباح عندما أصدر أمراً أميرياً أسند له بموجبه ممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية، حيث نص الأمر على إجراء المشاورات التقليدية لتعيين رئيس مجلس الوزراء، وتعيين الوزراء وإعفائهم وقبول استقالتهم بالإضافة للتصديق على المراسيم الأميرية المرفوعة من مجلس الوزراء، والتصديق على القوانين ومقترحات القوانين وإصدار المراسيم، وإبرام المعاهدات الدولية، إلى جانب اختصاصات الأمير في شؤون مجلس الأمة، وإعلان الأحكام العرفية، وتعيين السفراء وقبول أوراق اعتمادهم. كل تلك الاختصاصات تؤكد ثقة الأمير الراحل في أهلية الشيخ مشعل للقيادة، وهو الأمر الذي أسهم في ضمان حسن سير الأمور في الكويت أثناء ظروف الأمير الراحل في تلك المرحلة من عمر البلاد، حيث تأكدت للجميع جدارة الشيخ مشعل واقتداره الفائق على التعامل مع أمور الحكم وشؤون الدولة.
ولم يغفل الشيخ مشعل، في جميع أحاديثه السابقة، عن التأكيد على التقارب والتلاحم في علاقات دولة الكويت مع الإخوة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والتأكيد على ضرورة تعزيزها لما فيه خير ومصلحة الجميع. وهو الأمر الذي يضع نهج استدامة العلاقات على الطريق الصحيح دائماً.