: آخر تحديث

«موفيوس».. ومقاومة التحولات الاقتصادية

14
14
18
مواضيع ذات صلة

الهند هي خامس أكبر اقتصاد في العالم في الوقت الراهن، ولكن، يتوقع لها في عام 2035 أن تصبح الثالثة متقدمة على اليابان، وفي عام 2075 من المتوقع، وفقاً لتقديرات خبراء بنك غولدمان ساكس Goldman Sachs، أن تتقدم على الولايات المتحدة وتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين. والسبب يعود إلى الاستخدام الواسع لآخر المستجدات التكنولوجية والابتكارات، التي سوف تتحد مع التركيبة السكانية الفتية لتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية.

والهند ليست البلد الوحيد الذي يرتقي اقتصادياً، ويتأهل لأخذ ترتيب جديد في العالم، فهناك إندونيسيا، التي يتوقع أن ينمو اقتصادها ويصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم، العام القادم، ومن ثم الثالث بعد مرور ربع قرن. وكذلك بلدنا الذي يشهد تغييرات كبيرة، سوف تساهم في تحسين موقعه في التقسيم الدولي للعمل وترتيبه ضمن مجموعة العشرين. أما الصين، فإنها سوف تسبق الجميع وتتحول أواخر هذا العقد إلى أكبر اقتصاد في العالم.

وهكذا، فإنه خلال الفترة القادمة تنتظرنا مصفوفة اقتصادية جديدة لكبريات الاقتصادات في العالم، وهذا يغير السالفة كما يقال، ويؤدي إلى تغيرات تكتونية في أنحاء العالم كافة، تتبدل معها المفاهيم والسياسات والثقافات التي سيطرت منذ الثورة الصناعية وحتى الآن، وأدت إلى رسم خط موفيوس The Movius Line العريض الذي شطر العالم إلى نصفين وقسمه إلى حضارتين: حضارة في النصف الغربي هيمنت وسيطرت، وحضارة في النصف الشرقي، مسيطَر عليها. وهذا الخط امتزج بالخط الفاصل بين دول الشمال ودول الجنوب.

إن النظام العالمي يعيش مرحلة انتقالية، ولكنها مختلفة عن المراحل الانتقالية السابقة، التي كان النظام العالمي خلالها يتغير ضمن الثقافة نفسها والمضمون الحضاري. أما الآن، فإن هناك انتقالاً للقوة الاقتصادية من النصف الغربي لخط موفيوس إلى النصف الشرقي، أو من الشمال إلى الجنوب. الأمر الذي يعني، الانتقال من ثقافة لثقافة أخرى. وهذا يثير هواجس ومخاوف الواقعين غرب الخط، ويحرك الأحداث التي نراها في العالم، فالنصف الغربي من الكرة الأرضية لن يسلم مفاتيح الزعامة الاقتصادية في العالم للنصف الشرقي ويسمح لثقافة هذا النصف أن تصبح هي الثقافة السائدة، فهو لم يعتاد على ذلك طيلة الأربعة قرون الماضية.

ولذلك، فمن المتوقع خلال الفترة القادمة أن نشهد تزايد مقاومة البلدان الواقعة في النصف الغربي لخط موفيوس للتحولات الاقتصادية التي تحدث في بلدان النصف الشرقي من هذا الخط، مثل: الصين والهند وإندونيسيا والسعودية وغيرها، وذلك للحيلولة دون تحول النصف الشرقي من الخط الفاصل إلى القوة الاقتصادية المهيمنة في العالم.

وعلى هذا الأساس فمن المتوقع، في ظل وجود أسلحة الدمار الشامل، أن تتزايد الحروب بالوكالة في المناطق الواقعة شرق خط موفيوس، وذلك لإعاقة، أو على الأقل تأخير التحولات الجارية فيها.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد