: آخر تحديث

المرأة في قمة المناخ 28

14
16
19
مواضيع ذات صلة

لا شك أن انعقاد قمة المناخ (كوب 28) في الإمارات نهاية نوفمبر المقبل سيمثل نقلةً نوعية كبرى للإمارات على وجه الخصوص، وستتأثر به المنطقة العربية إيجاباً بوجه عام، لا سيما وأنه – أي المؤتمر – يدعو إلى مكافحة تداعيات التغير المناخي الذي يشكل خطراً حقيقياً على كوكب بما فيه وعليه.

الخبراء والمختصون في البيئة تحديداً يرون أن المخاطر البيئية الكبرى التي يواجهها البشر هي أكبر مشكلة أمنية، وهو ما رصدته عشرات التقارير التي لا تترك مجالاً للشك بشأن تعاظم الآثار السلبية على حياتنا جراء ظاهرة التغير المناخي.

خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا في العالم حدوث عشرات الأعاصير والفيضانات المدمرة، بالإضافة إلى الحرائق التي طالت أهم وأكبر الغابات، والسبب الرئيسي في كل ذلك هو الاحتباس الحراري، وهو ما يضعنا جميعاً أمام قضية حياة أو موت، وبالتالي فإن الدفاع عن البيئة هو مسؤولية كل إنسان. وضمن هذا السياق ارتأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أن يتخذ الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في الثامن والعشرين من أغسطس القادم مساراً جديداً فيكون داعماً لقضية الدفاع عن البيئة، وذلك تحت مظلة شعار الاحتفالية «نتشارك الغد».

وبما يعزز فكرة مسؤولية جميع أفراد المجتمع تجاه البيئة بغية الحفاظ عليها، فقد تقرر أن يكون حضور المرأة فاعلاً في القمة من خلال مشاركة شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع بصفتها رائدة المناخ للشباب في القمة، ورزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وهذا المسار يؤكد حرص الدولة على إشراك المرأة في دعم الجهود الوطنية لتعزيز حماية البيئة والوصول لحلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، خصوصاً إذا علمنا أن الإمارات اتخذت خطوات استثنائية لدعم الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري كجزء من مسؤوليتها العالمية في مواجهة التغيّر المناخي.

إن الجهود التي تبذلها مؤسساتنا تعكس تناغم الإمارات حكومة ومجتمعاً لحماية البيئة ومواجهة الأخطار التي تهدد البشرية، كما تظهر جدية الدولة في التعامل مع ملف التغيرات المناخية التي تؤثر على مستقبل الحياة على الأرض.

ولعل القارئ يلحظ أنني شخصياً تناولت مراراً ملف التغيرات المناخية وضرورة التعامل معه بالجدية المطلوبة من قبل الدول والمجتمع الإنساني، وبالتالي دعم الخطوات التي شرعت الإمارات بها منذ سنوات في كيفية التعاطي مع تلك القضية الأخطر التي يواجهها البشر تحت شعار إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، حتى باتت دولتنا نموذجاً فريداً في هذا المجال وحازت على إشادة وتقدير المجتمع الدولي.

ومن هنا لا يمكن إلا أن أرى أن احتفاء الإمارات بيوم المرأة الإماراتية ما هو إلا تجسيد حقيقي لاستدامة نهج دولتنا التنموي ورؤيتها في مواصلة دعم وتعزيز الصورة المشرفة لإنجازات ونجاحات المرأة الإماراتية وترسيخ مكانتها عالمياً، وهي التي نجحت بفضل دعم القيادة لها واستطاعت تخطي التأثير والحضور المحلي لتشغل جميع المناصب المؤثرة في العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية، منتزعة بذلك اعترافاً عالمياً بنجاح مسيرة تمكينها وتحقيقها الكثير من الإنجازات في مختلف ميادين العمل الحكومي والأهلي والقطاعات، ومن بينها - على سبيل المثال لا الحصر – قطاع الفضاء والطاقة النووية السلمية، إلى جانب العمل الإنساني.

إن ما تقدمه اليوم المرأة في الإمارات يكشف عن حقيقة الموقع الذي باتت تحتله، والمسؤوليات التي تضطلع بها، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، وهو ما يدفع عجلة التنمية والاستدامة نحو الأمام في الإمارات باعتبارها بلداً فتياً استطاع بحق إبهار العالم باعتباره نموذجاً للدولة الحديثة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد