: آخر تحديث
تحالفت معها إسرائيل في خطة غزة الجديدة

هذه الميليشيات الأربع ستخلف (حماس)

9
6
5

 

إيلاف من لندن: كشف تقرير صحفي استقصائي عن تفاصيل خطة إسرائيلية غير معلنة تهدف إلى إعادة تشكيل موازين القوى في قطاع غزة عبر دعم أربع جماعات مسلحة محلية مناهضة لحركة حماس.

قال تقرير صحفي نشر في لندن، اليوم السبت، إنه ربما وافقت إسرائيل على وقف القتال في غزة، لكنها تدعم جماعات مسلحة تخطط لمحاربة حماس حتى النهاية.

وأكدت قناة (سكاي نيوز) البريطانية في تقريرها، لأول مرة أن أربع ميليشيات معادية لحماس مدعومة جميعها من إسرائيل، وتعتبر نفسها جزءًا من مشروع مشترك لإقصاء حماس عن السلطة.

مشروع مشترك

وفي أول إقرار من نوعه، أكد قادة هذه الجماعات أنهم يعملون ضمن مشروع مشترك لإقصاء حماس عن السلطة بدعم لوجستي من إسرائيل، في تطور يرسم ملامح مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، ويشير إلى استراتيجية جديدة قد تؤدي إلى تقسيم القطاع بحكم الأمر الواقع.

وفي ظل الفراغ الأمني والسياسي في هذه المناطق، والفشل في التوصل إلى اتفاق حول "اليوم التالي" لحكم غزة، يبدو أن استراتيجية جديدة بدأت تتشكل على الأرض، تقوم على تمكين قوى محلية بديلة لحماس، تكون مرتبطة أمنيا واقتصاديا بإسرائيل، ولها صلات سابقة بالسلطة الفلسطينية.

وفقا لتقرير قناة "سكاي نيوز"، تعمل هذه الميليشيات رئيسية انطلاقا من مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي خلف "الخط الأصفر".

وفي اعتراف صريح، قال حسام الأسطل، قائد إحدى هذه المجموعات، من مقره في جنوب غزة: "لدينا مشروع رسمي - أنا وياسر أبو شباب ورامي حلس وأشرف المنسي. كلنا مع غزة الجديدة. قريبا سنحقق السيطرة الكاملة على قطاع غزة وسنجتمع تحت مظلة واحدة".

الدعم اللوجستي 

وأكد الأسطل أن جماعته، وغيرها من الجماعات المتحالفة، تتلقى دعما مباشرا من إسرائيل. وفي حين يتم شراء الأسلحة، وخاصة بنادق الكلاشينكوف، من السوق السوداء من مقاتلي حماس السابقين، فإن الذخائر والمركبات والإمدادات الحيوية يتم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم "بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي".

هذا الدعم لا يقتصر على المواد العسكرية، بل يشمل شحنات أسبوعية من المساعدات الإنسانية والغذائية لدعم المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مما يساعد هذه الفصائل على بناء قاعدة دعم شعبي.

الدور الغامض للسلطة 

وأشار التقرير إلى أن التنسيق مع الجانب الإسرائيلي يتم بشكل غير مباشر عبر مكتب التنسيق والارتباط الإقليمي، وهو هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تضم مسؤولين من السلطة الفلسطينية.

وأكد الأسطل: "هناك أشخاص في مجموعتي ما زالوا حتى يومنا هذا موظفين لدى السلطة الفلسطينية". ورغم نفي السلطة الرسمي لأي علاقة بهذه الجماعات، يوضح الأسطل أن هذا النفي يأتي لتجنب الحرج السياسي، قائلا: "لو انتشر خبر ارتباطهم بالميليشيات أو قوات الاحتلال، لتخيلوا كيف سيبدو الأمر".

الاتهامات المتبادلة

رغم إقراره بالتعاون اللوجستي، نفى الأسطل وجود تنسيق عسكري مباشر مع الجيش الإسرائيلي. لكن هذا النفي يتعارض مع اتهامات حماس التي أكدت مقتل عدد من مقاتليها بعد تدخل الطيران الإسرائيلي في اشتباك مع جماعة الأسطل في 3 أكتوبر.

برر الأسطل ذلك بقوله: "لا أتحكم بالغارات الجوية الإسرائيلية. الإسرائيليون ببساطة رأوا مجموعات حماس المسلحة وضربوها". ويضيف الأسطل بعدا شخصيا لمعركته، حيث قتلت ابنته الحامل في قصف إسرائيلي استهدف خيمته قبل أشهر، لكنه يلقي باللوم على حماس "التي اختبأت بين الناس".

تكتسب خطة "غزة الجديدة" بعدا دوليا، حيث تتناغم بشكل لافت مع تصريحات حديثة لجاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب. فبعد يومين فقط من هذه المقابلات، استخدم كوشنر عبارة "غزة الجديدة" ذاتها، مقترحا تقسيم القطاع على طول "الخط الأصفر" وربط أموال إعادة الإعمار بالمناطق الخالية من حماس فقط.

هذه التصريحات تشير إلى أن الاستراتيجية المطبقة على الأرض قد تحظى بدعم وتأييد في دوائر سياسية أميركية نافذة، مما يمهد الطريق لواقع سياسي وجغرافي جديد في قطاع غزة، يقوم على إدارة مجزأة، وصراع فلسطيني-فلسطيني طويل الأمد، تحت إشراف أمني إسرائيلي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار