إيلاف من الرباط: فاجأ إدريس لشكر، الكاتب الأول (الأمين العام) لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، خصومه في حزب العدالة والتنمية (ذي المرجعية الإسلامية)، بعدما وجّه دعوة رسمية إلى عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للحزب، لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد، المقرّر افتتاحه مساء الجمعة بمدينة بوزنيقة (وسط المغرب). ويأتي ذلك في الوقت الذي كان فيه المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية قد رفض دعوة إدريس لشكر، ومعه عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة.
واعتبرت حنان رحاب، عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن “مبادرة لشكر حملت دلالات سياسية كبيرة بعد سنوات من التوتر بين الحزبين”، مشيرةً إلى أن هذه الدعوة تشكّل رسالة سياسية مزدوجة، إذ تؤكد على انفتاح الاتحاد الاشتراكي على جميع الأطياف، كما تعدّ تحدياً غير مباشر لحزب العدالة والتنمية، الذي اختار خلال تحضير مؤتمره الأخير التعامل مع قادة الأحزاب السياسية بأسلوب تنقصه اللباقة.
وأثارت الدعوة تساؤلات في صفوف مناضلي الاتحاد الاشتراكي بشأن مدى استجابة ابن كيران لها، وهل يمكن أن يشكّل حضوره رسالة تطبيع للعلاقات بين الحزبين، أم أنه سيختار التجاهل السياسي، في موقف يعكس استمرار التوتر بينهما؟
وفي الوقت الذي يلتزم فيه قادة حزب العدالة والتنمية الصمت بخصوص تلبية الدعوة أو رفضها، يبقى القرار بيد ابن كيران، إذ إن حضوره قد يُفسَّر على أنه موافقة ضمنية على خطاب الاتحاد الاشتراكي، بينما رفضه أو تجاهله سيُعبّر عن استمرار الحذر والتشنج السياسي الذي ميّز العلاقة بين الحزبين خلال السنوات الأخيرة.
أجواء المؤتمر: الاستمرارية أم التجديد؟
في ما يخصّ المؤتمر، يبدو أن الاتحاديين قد مهّدوا الطريق أمام لشكر لتجديد الثقة فيه لولاية رابعة على رأس قيادة الاتحاد، بعد أن نجح في ضبط إيقاع التحضير و”السيطرة على النقاشات الداخلية”، بحسب جواد شفيق، عضو المكتب السياسي المستقيل، الذي يشكّك في طريقة التحضير للمؤتمر. في المقابل، يصرّح لشكر بأن المؤتمر سيكون ديمقراطياً وشفافاً، مع عرض الأوراق السياسية والتنظيمية بوضوح، بما يتيح للمؤتمرين اتخاذ قراراتهم بحرية تامة.