إيلاف من الرباط: تُصرّ الجزائر على مواصلة استفزازها السياسي والإعلامي ضد المغرب، إذ أعلنت القناة الرسمية الجزائرية، الأربعاء، عن بث حلقة خاصة حول ما أسمته “جمهورية الريف”، واصفةً إياها بأنها “ملف في طريقه إلى التدويل لدى الأمم المتحدة”.
وتأتي هذه الخطوة، بحسب مراقبين، في سياق محاولة جزائرية لإحياء أطروحات الانفصال، هذه المرة من شمال المملكة، بعد فشل محاولاتها السابقة في الجنوب من خلال دعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ويُعد هذا التحرك امتداداً لسياسة عدائية تنتهجها الجزائر تجاه المغرب منذ سنوات، غير أن توقيته يعكس، وفق محللين، ارتباكاً دبلوماسياً متزايداً تعيشه الجزائر، خصوصاً بعد المكاسب التي راكمتها الرباط في ملف الصحراء، سواء عبر اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، أو من خلال مواقف داعمة من فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى، بالإضافة إلى فتح قنصليات لعدة دول إفريقية وعربية في مدينتي العيون والداخلة.
وبحسب مصادر سياسية مغربية، تسعى الجزائر إلى فتح جبهة توتر جديدة في منطقة الريف (شمال المغرب)، من خلال توظيف منصاتها الإعلامية الرسمية لتضخيم مطالب اجتماعية ومحاولة منحها طابعاً انفصالياً.
ووصفت ذات المصادر الخطوة بأنها “تدخل سافر في الشؤون الداخلية للمغرب”، وتهدف إلى التشويش على الاستقرار الداخلي، وخلق حالة من التشكيك في الوحدة الوطنية.
ويشير مراقبون إلى أن إقحام منطقة الريف في خطاب انفصالي ليس جديداً، إلا أن تبنّيه رسمياً من قبل الإعلام العمومي الجزائري يُعد تصعيداً غير مسبوق، يعكس حالة الإفلاس السياسي والإعلامي التي تعيشها المؤسسة الرسمية الجزائرية في تعاطيها مع المغرب. ويؤكد هؤلاء أن الحديث عن “جمهورية الريف” ليس سوى نسجٍ من الخيال السياسي، إذ إن المنطقة، كغيرها من جهات المملكة، منصوص عليها دستورياً ضمن وحدة البلاد، وتخضع لحكامة ترابية ومؤسساتية واضحة.
وفيما لم تصدر حتى الآن أي ردود رسمية من الحكومة المغربية، قوبلت الخطوة الجزائرية بتنديد واسع في الأوساط السياسية والمدنية المغربية، حيث اعتُبرت هذه الاستفزازات “محاولة لتصدير الأزمة الداخلية الجزائرية إلى الخارج”، في ظل تصاعد التوترات الاجتماعية والاحتقان السياسي الذي تعرفه الجزائر.
وتوقع عدد من المحللين المتخصصين في الشأن المغاربي أن يكون الرد المغربي على شكل تقرير مؤسساتي متكامل، يُعرض على شركائه الدوليين، لتوضيح الطابع العدائي الممنهج الذي تتبناه الجزائر في تعاطيها مع قضايا السيادة المغربية.
ويرى خبراء في الشأن المغاربي أن الخطاب الإعلامي الجزائري بات انعكاساً لحالة التراجع الدبلوماسي التي تعاني منها الجزائر إقليمياً، سواء في إفريقيا أو في المحافل الأممية، معتبرين أن الجزائر تمرّ بأزمة فقدان التوازن الاستراتيجي، وتحاول تعويض خسائرها الرمزية والميدانية في الصحراء المغربية، باختلاق ملفات خاسرة لا تجد صدى لدى المجتمع الدولي.