إيلاف من واشنطن: في خطوة فجّرت موجة غضب داخل القارة الأفريقية، أعلنت حكومة إسواتيني، الدولة الصغيرة الواقعة جنوب القارة، عن استقبالها خمسة مُرحّلين من الولايات المتحدة وُصفوا بأنهم "وحوش منحرفون"، ما أثار اتهامات بتحويل البلاد إلى "مكب نفايات" للبشر الخطيرين، وسط صمت رسمي أفريقي وتحفظ أمني شديد.
وأكدت الحكومة الإسواتينية، الأربعاء، أن المرحّلين الخمسة – الذين ينحدرون من جامايكا ولاوس وكوبا واليمن وفيتنام – نُقلوا جواً إلى أراضيها، ويُحتجزون حالياً في الحبس الانفرادي في سجون مجهولة الموقع، بناءً على اتفاق سري أُبرم مع واشنطن، وُصف بأنه نتيجة "أشهر من الاتصالات المكثفة رفيعة المستوى"، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الحكومة بالإنابة، ثابيل مدلولي، لشبكة CNN.
ووصف متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية، في بيان أثار صدمة واسعة، المرحّلين بأنهم "همجيون بشكل فريد"، مُشيرًا إلى إدانتهم بجرائم تشمل اغتصاب الأطفال والقتل والسرقة، ومؤكداً أن دولهم الأصلية رفضت استقبالهم، ما اضطر الولايات المتحدة لإرسالهم إلى إسواتيني.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم حكومة إسواتيني أن بلادها تتعاون مع واشنطن والمنظمة الدولية للهجرة لترحيلهم لاحقاً إلى بلدانهم الأصلية، لكنها أقرت بأنه "لا توجد جداول زمنية حالياً" لإنهاء وجودهم في البلاد.
الخطوة فجّرت استياءً شعبياً داخل إسواتيني، ودفعت نشطاء إلى اتهام الحكومة بقبول "إهانة سيادية"، وسط مخاوف من أن تتحول البلاد إلى محطة نهائية لمجرمين دوليين لا تجد الولايات المتحدة من يُرحّلون إليه.
وتتزامن هذه الحادثة مع تقارير تفيد بسعي إدارة ترامب لعقد اتفاقيات مماثلة مع عدة دول أفريقية أخرى، في ظل رفض بعض الدول الأصلية استعادة مواطنيها المدانين. وعلّق وزير خارجية نيجيريا، يوسف توغار، على الضغوط الأميركية، قائلاً إن بلاده تتعرض لمحاولات "ابتزاز دبلوماسي" لتقبل الفنزويليين المدانين الخارجين من السجون الأميركية.
وقالت مصادر في البيت الأبيض لشبكة CNN إن إدارة ترامب تواصل "ترحيل الأجانب المجرمين" بشكل منهجي، لكنها ترفض الكشف عن تفاصيل "المناقشات الخاصة" مع حكومات الدول المستقبِلة.