: آخر تحديث
موجات الحر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُنذر بالخطر

المغرب تحت رحمة تغير مناخي متسارع

15
14
7

إيلاف من الرباط: تشهد مناطق مغربية عدة خلال الأيام الجارية موجة حر غير مسبوقة، دفعت السلطات إلى إصدار تحذيرات رسمية بشأن ارتفاع درجات الحرارة في عدد من المحافظات، وسط قلق متزايد من تأثيرات التغيرات المناخية المتسارعة على الأمن البيئي والصحي والاقتصادي للبلاد.

هذا التحذير لا يأتي بمعزل عن تحولات مناخية مقلقة تضرب المنطقة العربية بأكملها، كما أكد بيان صادر عن منظمة "غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الإثنين، التي دقت ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن "هذه الظروف لم تعد استثنائية؛ بل أصبحت واقعاً جديداً في منطقة ترتفع حرارتها بمعدّل يقترب من ضعف المتوسط العالمي".

ففي الإمارات، حُطّم الرقم القياسي لدرجات الحرارة في شهر مايو مرتين خلال أسبوع واحد، حيث بلغت الحرارة 51.6 درجة مئوية في أبوظبي، في حين لامست في الكويت عتبة 50 درجة طوال الأسبوع. 

أمّا المغرب، فقد التحق بهذه الخارطة المناخية الحمراء بتحذيرات رسمية من موجة حر تهدد مناطق واسعة، من الجنوب إلى الداخل.

وتشير المنظمة البيئية، في رسالة تلقتها "إيلاف"، إلى أن "موجات الحر هذا العام وصلت في وقت مبكر جداً، مما يهدد الصحة العامة ويبرز هشاشة المنطقة  أمام أزمة المناخ المتصاعدة"، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تكرار سيناريوهات قاتلة، كما حدث خلال موسم الحج الماضي.

ورغم أن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ليست مسؤولة تاريخياً عن الانبعاثات الكربونية التي قادت إلى هذا الانفلات المناخي، إلا أنها، حسب غرينبيس، من بين "الأكثر تضرراً"، وهو ما يستوجب تحركاً سياسياً واستراتيجياً عاجلاً، ليس فقط للتكيّف مع الأضرار، بل أيضاً للمطالبة بعدالة مناخية دولية.

وتطالب المنظمة القادة في المنطقة، ومن ضمنهم صناع القرار في المغرب، بـ "الاستثمار في الحلول المتاحة" التي تمكّن من التكيّف وتسريع الانتقال إلى الطاقات المتجددة، إضافة إلى "القيام بدور ريادي في محاسبة دول الشمال العالمي على التزاماتها"، خصوصاً فيما يتعلق بتمويل المناخ الموجه لدول الجنوب.

ويأتي هذا النداء في لحظة حرجة، إذ يجد المغرب نفسه أمام تحديات مزدوجة، من جهة، تداعيات الجفاف وندرة المياه، ومن جهة أخرى، موجات حر مبكرة وغير مألوفة، ما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات البيئية والطاقية، وتعزيز التنسيق الإقليمي والدولي في مواجهة أزمة لم تعد نظرية، بل تضرب بقوة في الحقول، وفي المدن، وفي الهواء الذي يتنفسه الناس.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار