واشنطن: نشرت صحيفة بريطانية أمس الأربعاء، تقريرًا غنيًا بالمعطيات، يكاد يؤكد أن كامالا هاريس مالت إلى اختيار طيار حربي ورائد فضاء سابق، هو مارك كيلي العضو حاليا بمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، نائبا لها، في خطوة وصفتها صحيفة "التلغراف" بأنها "خيار هائل" يجعل مارك كيلي الأنسب للمنصب، برأي استراتيجيين ديمقراطيين يعتبرون الرائد الذي قطع 32 مليون كيلومتر في مهمات عدة بالفضاء، أبرز منافس.
كيلي، الأكبر سنا بعام من هاريس البالغة 59 عاما، قام بين 17 كانون الثاني (يناير) إلى 28 شباط (فبراير) 1991 بـ 39 مهمة كطيار بالبحرية الأميركية في حرب الخليج التي انتهت بتحرير الكويت من الغزو العراقي، قبل أن يتقاعد لرعاية زوجته التي أصابتها رصاصة أثناء محاولة اغتيال، وفقا لما ذكرت الصحيفة بتقريرها المشيرة فيه الى أنه يتمتع بسجل قوي في مجال الهجرة "ويمكن أن يساعد بدعم هاريس في المناطق المؤيدة أكثر لترامب" على حد ما ذكرت قناة ABC News الأميركية.
أما عن زوجة كيلي، وهي الممثلة الأميركية السابقة غابرييل جيفوردز البالغة حاليا 54 عاما، نجت في 2011 من محاولة اغتيال، سقط فيها 6 قتلى بهجوم وقع في سوبر ماركت بمدينة توكسون في ولاية أريزونا، فكرس نفسه لمساعدتها بعد أن أصبحت معاقة من رصاصة أصابتها برأسها، ثم أصبح الزوجان مدافعين بضراوة عن السيطرة على انتشار الأسلحة.
وبعدها دخل كيلي السياسة وفاز في 2020 بسباق صعب في مجلس الشيوخ لشغل مقعد جون ماكين، ثم أُعيد انتخابه بعد عامين، متغلبا بأكثر من 125 ألف صوت على الجمهوري بلايك ماسترز الذي أيده دونالد ترامب.
"الاختيار الأكثر ذكاء"
كما لكيلي سجل مهم في مجال الإجهاض، من أجل السماح للنساء بالوصول إلى ولاية أريزونا، والتي فرض عليها حظر لمدة 15 أسبوعا، وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي جايسون أوريتز عن كيلي إنه: "خاض سباقات صعبة في ولاية صعبة (..) وبينما اختار ترامب جي دي فانس نائبا، فإن كيلي سيفرق بين التذكرة، حيث يحتاج الديمقراطيون للمساعدة" ثم أضاف: "يجب أن يكون الجمهوريون متوترين جدا" بشأن وصول كيلي الى منصب نائب الرئيس. كما وصفت كارن تومولتي كاتبة العمود بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كيلي بأنه "الاختيار الأكثر ذكاء" وفق تعبيرها.
أما الطيار ورائد الفضاء السابق، فتجنب حتى الآن طرح الأسئلة حول توليه منصب النائب. الا أنه قال لشبكة ABC News التلفزيونية: "الأمر لا يتعلق بي، وسأركز على بذل كل ما بوسعي للتأكد من انتخابها (هاريس) لأنه لا يمكن أن نكرر ما رأيناه بين عامي 2016 و2020 من سلبيات" في اشارة الى انتخاب ترامب رئيسا ومن بعده بايدن.