بعد عملية ماراثونية بدأت قبل 17 يوما، تمكنت فرق الإنقاذ الهندية من إخراج 41 رجلا عالقين في نفق منهار بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من وضع أنبوب.
تعليقا على نجاح العملية، قال وزير النقل نيتين غادكاري في بيان "أشعر بارتياح كبير وفرح لنجاح عملية إنقاذ العمال الـ41 الذين كانوا محاصرين في نفق سيلكيارا المنهار" مضيفا "كان جهدا منسقا بشكل جيد من عدة وكالات في واحدة من أهم عمليات الإنقاذ في السنوات الأخيرة".
وتوجهت سيارات الإسعاف إلى فوهة مدخل النفق استعدادا لإخراج الرجال المحاصرين منذ انهيار جزء من نفق قيد الإنشاء في ولاية أوتاراخند بجبال الهملايا.
وكان رئيس وزراء الولاية بوشكار سينغ دامي قال إن "عملية وضع أنابيب في النفق لإخراج العمال استكملت" مضيفا أنه سيتم إخراجهم "قريبا".
وبدا عناصر الإنقاذ في صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مبتسمين ورافعين علامات النصر مع انتهاء الحفر في الأرض وفي أطنان الأنقاض والخرسانة التي كانت تحول دون خروج العمال.
وزُودت الحمالات بعجلات للسماح بسحب العمال المنهكين عبر أنبوب معدني يمتد 57 مترا.
من جهته، قال ناير أحمد شقيق صباح أحمد أحد العمال العالقين "نحمد الله ونشكر عناصر الإنقاذ الذين عملوا بشكل حثيث لإنقاذهم". ويخيّم هذا الرجل مع آخرين في الموقع منذ أكثر من أسبوعين.
بدوره قال سودانسو شاه الذي ينتظر شقيقه الأصغر سونو شاه في الموقع إن الأقارب بدأوا الاحتفال.
وأضاف "لدينا أمل ونشعر بالسعادة".
عمل دؤوب
نوه دامي بـ "صلوات عشرات ملايين المواطنين وبالعمل الدؤوب لفرق الإنقاذ المنخرطة في عملية الإنقاذ".
وأكد أن العمال "بخير" لكن فريقا طبيا في مستشفى ميداني على أهبة الاستعداد فور البدء في إخراجهم.
وكانت آمال سابقة بالوصول إلى الرجال العالقين، تلاشت في أعقاب تساقط المزيد من الركام وتعطل عدد من آليات الحفر. ونبهت الحكومة إلى "صعوبة تضاريس منطقة الهملايا".
وبعد انتكاسات متكررة في العملية، حفر مهندسو الجيش وعمال مناجم ذوو خبرة يدويا المسافة الأخيرة المتبقية للوصول إلى الرجال من داخل أنبوب معدني بالكاد يتسع عرضه لشخص واحد.
وحيا الملياردير الهندي أناند ماهيندرا العناصر الذين حشروا أنفسهم داخل الأنبوب الضيق لإزالة الصخور يدويا.
وقال ماهيدنرا على منصة إكس "بعد كل معدات الحفر المتطورة، يحقق عمال المناجم المتواضعون الانجاز المهم".
وأضاف "إنه تذكير يثلج الصدر في نهاية المطاف، بأن البطولة في أغلب الأحيان هي حالة جهد فردي وتضحية".
مسار محفوف بالمخاطر
خلال الأسبوع الماضي، اصطدم المهندسون الذين كانوا يعملون على إدخال أنبوب معدني أفقيا عبر 57 مترا من الصخور والخرسانة، بعوارض معدنية وعربات مدفونة تحت الأنقاض، ما أدى إلى تعطل آلة حفر عملاقة.
واستعانت الفرق بآلة قطع بالبلازما لقص القضبان المعدنية التي عرقلت جهود الإنقاذ كثيرا.
كما حفرت الفرق نفقا عموديا من تل تحيط به الأحراج وصل إلى قرابة منتصف المسافة البالغة 89 مترا اللازمة للوصول إلى العمال المحاصرين، في مسار محفوف بالمخاطر في منطقة سبق أن تعرضت لانهيار.
كذلك، جرت أعمال حفر وتفجير من الطرف الآخر للنفق، وهو مسار أطول مسافة بكثير يقدر بنحو 480 مترا.
وشوهد العمال أحياء للمرة الأولى الثلاثاء، وهم ينظرون إلى عدسة منظار أرسلته فرق الإنقاذ عبر أنبوب رفيع يتم من خلاله مدهم بالهواء والغذاء والماء والكهرباء.
ومع أن العمال محاصرون إلا أن لديهم مساحة كبيرة في النفق حيث يبلغ ارتفاع المنطقة الداخلية 8,5 أمتار وتمتد على حوالي كيلومترين.
وقال رئيس الرابطة الدولية لحفر الأنفاق والمساحات تحت الأرض أرنولد ديكس، والذي يقدم المشورة لفرق الإنقاذ في الموقع، للصحافيين إن معنويات الرجال مرتفعة وأنه سمع أنهم كانوا "يلعبون الكريكت".