توقفت خدمات الهاتف المحمول والإنترنت في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب نقص الوقود للمولدات الاحتياطية، حسبما تقول شركات الاتصالات الفلسطينية.
وقالت شركتا الاتصالات بالتل وجوال إن جميع مصادر الطاقة التي تدعم شبكاتهما قد استنفدت، وأكد مراقب للإنترنت حدوث انقطاع كبير.
وعرقلت إسرائيل تسليم كل الوقود إلى غزة باستثناء شحنة واحدة، منذ بدء حربها مع حماس قبل خمسة أسابيع.
وقالت الأمم المتحدة إن التعتيم قد يعرض النظام المدني للخطر ويقوض جهود المساعدات.
وقالت شركة بالتل في بيان بعد ظهر يوم الخميس: "نأسف للإعلان عن توقف جميع خدمات الاتصالات في قطاع غزة حيث استنفدت جميع مصادر الطاقة التي تدعم الشبكة، ولم يسمح بدخول الوقود".
وفي الوقت نفسه، قال مرصد الإنترنت "نيتبلوكس" إن مؤشرات الرصد الحية أظهرت أن غزة "تعاني من انقطاع كبير للإنترنت"، مع احتمال عدم توفر خدمات الاتصالات لمعظم السكان.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة وأعلنت أنها تهدف لتدمير حركة حماس، التي تعتبرها "جماعة إرهابية"، ردا على الهجوم الذي شنه مئات المسلحين عبر الحدود في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأسفر، بحسب الجانب الإسرائيلي، عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، واحتجاز نحو 240 آخرين كرهائن في غزة.
مستشفى الشفاء: ما الذي يحدث في أكبر مجمع طبي في قطاع غزة؟
ما مصير الأطفال الخُدّج في مستشفى الشفاء بغزّة؟
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 11400 شخص قتلوا في قطاع غزة منذ أن بدأت إسرائيل هجومها المضاد.
ودافعت الحكومة الإسرائيلية عن منع دخول شحنات الوقود خلال حملتها، قائلة إنها قلقة من أن حماس قد تسرق الوقود وتستخدمه لأغراض عسكرية.
وعبرت ناقلة تحمل 23000 لتر من الديزل من مصر يوم الأربعاء، لكن إسرائيل قيدت استخدامه وحصرته في التزود بالوقود لشاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.
وقد اضطرت الخدمات الرئيسية الأخرى بالفعل إلى الإغلاق بسبب مشكلات مماثلة. ويشمل ذلك المستشفيات ومضخات المياه ومحطات تحلية المياه، ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي والمخابز.
وأكد مراسل بي بي سي رشدي أبو العوف، الموجود في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، أن جميع الاتصالات قد توقفت في جميع أنحاء غزة مساء الخميس.
وقال إنه سيكون من الصعب للغاية الآن الحصول على أي معلومات حول ما يحدث على الأرض في أماكن أخرى، لا سيما في أماكن مثل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عملية لليوم الثاني على التوالي.
وكان صحفي محاصر داخل المجمع قد أخبره عبر الهاتف قبل بدء انقطاع التيار الكهربائي أن القوات كانت تقتحم جميع أقسام المستشفى و"تطلق النار في جميع الاتجاهات". ولم يتمكن مراسلنا من إعادة الاتصال منذ ذلك الحين.
وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التي تدير أكبر عملية إنسانية في غزة، إنه يخشى أن يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في مزيد من انهيار النظام المدني.
وقال فيليب لازاريني، المسؤول الرفيع في الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي في جنيف "هذه علامات على وضع يكون لديك فيه انقطاع في التيار الكهربائي ولا يمكنك التواصل مع أي شخص بعد الآن، وهذا يؤدي إلى حالة من الهلع والقلق".
وأضاف قائلا: "هذا يمكن أن يثير أو يعجل بآخر نظام مدني متبق لدينا في قطاع غزة. وإذا كان هذا ينهار تماما، سيكون لدينا صعوبات للعمل في بيئة تفتقر فيها للحد الأدنى من النظام".
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن انقطاع الاتصالات لفترة طويلة يمكن أن"يوفر غطاء للفظائع ويولد الإفلات من العقاب بينما يقوض الجهود الإنسانية ويعرض الأرواح للخطر".
وقال لازاريني أيضا إنه يعتقد أن هناك "محاولة متعمدة لخنق" عمل الأونروا في غزة، محذرا من أن الوكالة قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل إذا نفدت إمدادات الوقود.
وتقول الأونروا، التي تستضيف 813,000 نازح في منشآتها، إنها تحتاج إلى ما لا يقل عن 160,000 لترمن الوقود يوميا للحفاظ على عملياتها الأساسية.
وحذر لازاريني من أنه "إذا لم يدخل الوقود، سيبدأ الناس في الموت بسبب نقص الوقود".
"بالضبط منذ متى، لا أعرف. ولكن سيكون عاجلا وليس آجلا".
وفي الوقت نفسه، قال رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن إمدادات الغذاء والماء "غير موجودة عمليا"، وأن "جزءا صغيرا فقط مما هو مطلوب يصل عبر الحدود".
وحذرت سيندي ماكين من أنه "مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة، وكون الملاجئ غير آمنة ومكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون الاحتمال الفوري للمجاعة".
لكن المتحدث باسم الهيئة التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية وتشرف على سياسة الأراضي الفلسطينية، كوجات، قال لبي بي سي: "على حد علمي، لا يوجد نقص في الغذاء ولا نقص في المياه في غزة."
وقال العقيد موشيه تيترو إن إسرائيل تفي بالتزاماتها بتسهيل إيصال المساعدات وإن عدد الشاحنات التي تعبر من مصر يتزايد كل يوم. وتقول الأمم المتحدة إن 1139 شاحنة مساعدات دخلت منذ 21 أكتوبر/تشرين أول، مقارنة بنحو 500 شاحنة يوميا في المتوسط قبل الحرب.
مستشفى الشفاء "فقد كل سبل الحياة" والأطباء يسعفون المرضى يدوياً
ما الأثر الصحي لتراكم الجثامين تحت أنقاض المباني في قطاع غزة؟
وشدد العقيد تيترو أيضا على أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، بما في ذلك مطالبة السكان في شمال غزة بالفرار جنوبا حفاظا على سلامتهم بينما تركزهجومها الجوي والبري على ما تعتبره معقلا لحماس.
وفر العديد من النازحين البالغ عددهم 1.5 مليون شخص إلى خان يونس، حيث تضاعف عدد السكان قبل الحرب البالغ 300000 نسمة ثلاث مرات.
وكانت هناك تقارير يوم الخميس تفيد بأن القوات الإسرائيلية أسقطت منشورات تحث الناس على إخلاء أربع بلدات شرق المدينة هي بني شهيلة وخزاعة وعباسان وقرارة، حيث يحتمي عشرات الآلاف من الناس.
وقالت متحدثة باسم الأونروا إن الجنوب "لم يكن آمنا على الإطلاق" وإن توسيع الهجوم البري الإسرائيلي في المنطقة سيكون خبرا سيئا.