إيلاف من لندن: فيما تصاعدت الاثنين أعمال القصف لمقرات أحزاب شيعية عراقية فقد حذر المالكي غريمه الصدر من أن حزبه قادر على المواجهة والدفاع عن مقراته داعياً السلطات الحكومية لملاحقة من أسماهم بالمخربين.
وأثر قصف لمقراته وإغلاق عدد منها في وسط وجنوب العراق فقد اتهم حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء الاسبق رئيس ائتلاف دولة القانون الشيعي غريمه التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بالمسؤولية عن هذه الممارسات محذرا الصدريين بأنه قادر على المواجهة والدفاع عنها لكنه لن ينجر الى معارك جانبيه مع أي طرف يختلف معه سياسياً.
وقال الحزب في بيان اليوم تسلمت "إيلاف" نصه إن أمينه العام نوري المالكي ترأس اجتماعاً مشتركاً للقيادة والمكتب السياسي للحزب جرى فيه التداول حول الأحداث الأخيرة في البلاد.. مشيراً الى أن المالكي "أكد مواقف الحزب ورؤيته الواضحة في العلاقة والارتباط بالمرجعية الشيعية العليا بشكل عام وخاصة مرجعية الشهيدين الصدرين وهو تأييد مستمر لم يتوقف" في إشارة الى مؤسسه المرجعين الشيعيين محمد باقر الصدر الذي أعدمه النظام السابق عام 1980 ومحمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر الذي اغتالته أجهزة النظام عام 1999.
مقر لحزب الدعوة بزعامة المالكي في محافظة البصره اغلقه انصار التيار الصدري الاحد 16 يوليو 2023 (شفق نيوز)
الدعوة يطلب دليلاً
وقد عبر الحزب خلال الاجتماع عن "استغرابه في إثارة قضية الإساءة الى الشهيد الصدر الثاني (والد مقتدى) في هذا التوقيت وبهذا النحو وإننا نطالب ببيان الدليل ومعرفة من الذي يسب ويشتم وأن تصلنا معلومات عن الشخص أو الموقع الدعوي الذي نشرت فيه هكذا إساءة حتى يتسنى لنا اتخاذ الإجراءات الحزبية اللازمة ولا نقبل الادعاء بلا دليل".
ووصف الحزب الهجوم على مكاتبه ومقراته أمس بأنه "اعتداء سافر غير مبرر قانونياً وشرعياً وسياسياً".. وقال "أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا والحفاظ على مكاتبنا من أي تجاوز، ولكن ندعو القوات الأمنية الحكومية للنهوض بمسؤولياتها في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة وهذه مهمتها وواجبها الوطني والقانوني وأن تلاحق من مارس هذا الدور التخريبي على مقراتنا".
وشدد الحزب على أنه لن "ينجر الى معارك جانبية مع أي طرف قد يختلف معه سياسياً وسيبقى يواصل مسيرته على النهج الذي اختطه في الحرص على وحدة الساحة والتعاون مع الجميع من اجل الصالح العام والدفاع عن حقوق الامة ومصالحها العليا" والالتزام بتوجيهات المرجعية الشيعية العليا في الحفاظ على السلم الأهلي وحقن الدماء.
هجمات مسلحة
واليوم الاثنين أكد مصدر أمني وقوع هجمات مسلحة استهدفت مقار ثلاثة أحزاب في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) فجراً.
وقال المصدر، لوكالة "شفق نيوز" إن مسلحين مجهولين فتحوا فجر اليوم نيران أسلحتهم الثقيلة ضد مقرات تابعة "لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري ومليشيا أنصار الله الأوفياء وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي.
وأضاف المصدر أن المسلحين استخدموا بنادق متوسطة وقاذفات "ار بي جي في عمليات الهجوم على المقرات الحزبية ما أدى الى إصابة أحد عناصر حماية مقرات منظمة بدر فيما لاذ الجناة بالفرار بعد تنفيذ عملياتهم.
وأمس تعرضت مقرات حزب الدعوة بزعامة المالكي في مدن وسط وجنوب البلاد الى قصف بالصواريخ وإغلاق لمقرات أخرى احتجاجاً على ما يؤكد الصدريون أنها إساءات صدرت مؤخراً من الحزب الى والد مقتدى الصدر محمد صادق الصدر.
فقد تعرض مقر للحزب في النجف الى قصف بالصواريخ فيما تم إغلاق مقرات أخرى للحزب من قبل أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
مخاوف اقتتال شيعي- شيعي
وجاء هذا التطور الذي أثار مخاوف من من تفجر صراع شيعي شيعي خطير يشهد مواجهات مسلحة تعبيراً عن احتجاج أنصار التيار الصدري عما أسموه "الإساءة" التي وجهها حزب الدعوة إلى مرجعهم الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر والد زعيم التيار مقتدى الصدر.
وجاءت ردة الفعل الغاضبة هذه من الصدريين بعد مدونة للقيادي في التيار الصدري حسن العذاري على مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت اتهم فيها حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي بالإساءة إلى سمعة وسيرة المرجع محمد صادق الصدر وتوجيه اتهامات له بأنه على علاقة بالنظام السابق.
صراع قديم يتجدد
ويسود عداء مستحكم بين حزب الدعوة وقائده نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر منذ عام 2008 حين نفدت القوات العراقية بمساعدة من الأميركية حملة عسكرية بأمر المالكي حين كان رئيساً للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ضد جيش المهدي التابع للتيار الصدري أطلق عليها "صولة الفرسان" شهدت مواجهات عسكرية عنيفة في محافظة البصرة الجنوبية ومحافظات اخرى تسببت في مقتل المئات من عناصر التيار وسجن الاف منهم.
وعادة ما يتهم الصدر وتياره المالكي بتشجيع الفساد خلال فترة ولايته بين عامي 2006 و2014 ما أدى الى اختفاء مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة العراقية وكذلك المسؤولية عن سقوط ثلث مناطق البلاد منتصف عام 2014 تتقدمها ثاني اكبر محافظات البلاد نينوى وعاصمتها الموصل بيد تنظيم داعش قبل أن تنتزعها القوات العراقية من التنظيم أواخر عام 2017 .
كما وقف الصدر وتياره بشدة أمام محاولات المالكي المستميتة لتولي رئاسة الحكومة العراقية من جديد.