إيلاف من لندن: يبدو ان مرحلة جديدة من الصراع الدامي بين الصدر والمالكي قد بدأت. فقد تعرضت مقرات حزب الاخير لقصف صاروخي واغلاق احتجاجا على مايؤكد الصدريون انها اساءات صدرت مؤخرا من الحزب الى والد مقتدى الصدر محمد صادق الصدر.
فقد تعرض مقر لحزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في مدينة النجف الجنوبية فجر اليوم الى قصف بالصواريخ فيما تم اغلاق مقرات اخرى للحزب في محافظات وسط وجنوب البلاد من قبل انصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
وجاء هذا التطور الذي اثار مخاوف من من تفجّر صراع شيعي شيعي خطير يشهد مواجهات مسلحة تعبيرا عن احتجاج انصار التيار الصدري عما أسموه "الإساءة" التي وجهها حزب الدعوة إلى مرجعهم الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر والد زعيم التيار مقتدى الصدر الذي اغتاله النظام السابق في مدينة النجف عام 1999 .
أحد مقرات حزب الدعوة بزعامة المالكي في جنوب العراق اغلقه الصدريون فجر الاحد 16 يوليو 2023 (شفق نيوز)
اقتحامات لمقار حزب الدعوة
وباشر أنصار التيار الصدري منذ مساء أمس السبت ولغاية فجر اليوم الأحد على اقتحام العديد من مقار حزب الدعوة أو الإكتفاء بكتابة عبارات مناهضة للحزب على الجدران الخارجية لتلك المقار مع إتلاف وتخريب صور رموز الحزب كما قالت وكالة "شفق نيوز" العراقية في تقارير من تلك المحافظات تابعتها "ايلاف" اليوم.
وجاءت ردة الفعل الغاضبة هذه من الصدريين بعد مدونة للقيادي في التيار الصدري حسن العذاري على مواقع التواصل الاجتماعي أمس السبت اتهم فيها حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي بالإساءة إلى سمعة وسيرة المرجع محمد محمد صادق الصدر وتوجيه اتهامات له بأنه على علاقة بالنظام السابق.
المالكي يتنصل من الاتهامات
ومن جهته فقد عبر المالكي في بيان اليوم تابعته "ايلاف"عن استغرابه من "ادعاءات" التيار الصدري بالاساءة الى "مقام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر رغم تأكيدات الحزب وامينه العام باستنكار ورفض كل الممارسات التي تسيء للشهيدين الصدرين وجميع المراجع العظام".
وقال المالكي: "علينا ان نطرح بعض التساؤلات ونقول من الذي وقف ودعم حركة الشهيد سماحة اية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر خارج العراق وداخله؟ ومن الذي دعم حركة الاخوة في التيار الصدري بعد استشهاد اية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر في سوريا وايران؟".
واضاف المالكي ان "توجيه الاتهام لحزب الدعوة والدعاة بالإساءة للشهيد السيد محمد الصدر وما تبعه امس من اعتداءات على مقرات حزب الدعوة هي ممارسات مؤسفة اثلجت قلوب اعداء العراق واعداء المدرسة الصدرية، وان هذه الاعمال لن تصب في مصلحة ابناء العراق وابناء المذهب الواحد ".
وشدد المالكي قائلا "نؤكد رفضنا واستنكارنا لكل من يحاول اثارة الفتن ويسيء للشهيد السيد محمد صادق الصدر ولكل المراجع الكرام وندعو الجميع وبالأخص الاخوة في التيار الصدري الى الحذر من مخططات الاعداء ومحاولات خلط الأوراق".
وطالب الحكومة والجهات المعنية "القيام بواجباتها في حماية مقرات الاحزاب السياسية ومنع اي اعتداء من شأنه تعكير اجواء الاستقرار الذي يشهده بلدنا الحبيب ومنع اي محاولات داخلية وخارجية للنفخ بنار الفتنة".
كما نفى حزب الدعوة في بيان منفصل تصريحات العذاري في بيان ذكر فيه أنه "انتشرت في الآونة الاخيرة أوراق ورسائل صفراء تدعي ان صفحات محسوبة على الامين العام نوري المالكي، او محسوبة على اعلام دولة القانون وانها تسيء للمراجع العظام والحقيقة انه لا وجود لأي صفحات متبناة من قبل المالكي او دولة القانون تنشر مثل هذه الإساءات".
وأضاف البيان أن "ما ينشر في هذا الاطار لا يتعدى ادعاءات وتزييفات تريد أن توقع الفتنة بين الاخوة، واننا نبين بوضوح أن جميع صفحاتنا ومنصاتنا ومواقعنا الاعلامية ومراكزنا الخبرية ملتزمة بالخلق الصحفي وقوانين النشر وليس من نهجنا الحركي ان نسيء لأحد أو ننشر ما يدعو إلى البغضاء والعداء".
عداء مستحكم
ويسود عداء مستحكم بين حزب الدعوة وقائده نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر منذ عام 2008 حين نفدت القوات العراقية بمساعدة من الاميركية حملة عسكرية بأمر المالكي حين كان رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ضد جيش المهدي التابع للتيار الصدري اطلق عليها "صولة الفرسان" شهدت مواجهات عسكرية عنيفة في محافظة البصرة الجنوبية ومحافظات اخرى تسببت في مقتل المئات من عناصر التيار وسجن الاف منهم.
وعادة مايتهم الصدر وتياره المالكي بتشجيع الفساد خلال فترة ولايته بين عامي 2006 و2014 ما ادى الى اختفاء مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة العراقية وكذلك المسؤولية عن سقوط ثلث مناطق البلاد منتصف عام 2014 تتقدمها ثاني اكبر محافظات البلاد نينوى وعاصمتها الموصل بيد تنظيم داعش قبل ان تنتزعها القوات العراقية من التنظيم اواخر عام 2017 .
كما وقف الصدر وتياره بشدة امام محاولات المالكي المستميتة لتولي رئاسة الحكومة العراقية من جديد.