تونس: قلّل الرئيس التونسي قيس سعيّد الأربعاء من أهمية المقاطعة الكبيرة للانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس مؤخرا، متصديا بحدة لمنتقديه الذين ينددون بتراجع الحريات في البلاد منذ استئثاره بالسلطة.
وأعلنت السلطات الانتخابية في تونس رسميا أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 17 كانون الأول/ديسمبر اقتصرت على 11,2 بالمئة، وهي أعلى بشكل طفيف من النسبة الأولية التي بلغت 8,8 بالمئة وأعلنت لدى إغلاق الصناديق.
ونسبة المشاركة هذه هي الأدنى على الإطلاق منذ الثورة التي أطاحت الدكتاتورية في العام 2011، واعتبرت نكسة لسعيّد.
وقال الرئيس التونسي خلال لقائه في قصر قرطاج رئيسة الحكومة نجلاء بودن وعددا من الوزراء بينهم وزير الدفاع ومسؤولين أمنيين إن "مشاركة بـ9 أو 12 بالمئة أفضل من الـ99 بالمئة التي كانوا يشاركون فيها وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج وتعلم تلك العواصم أن تلك الانتخابات مزورة".
وأضاف "نحن بحاجة إلى برقيات التهاني من الشعب التونسي".
وتصدّى سعيّد بحدة لمعارضيه ومنتقديه من دون أن يسميّهم، قائلا "حصل هذه الأيام من قبل الغارقين حتى النخاع في الفساد والخيانة أنهم يتولون ليلا نهارا ضرب مؤسسات الدولة ويتطاولون على سلطة الدولة ورموزها وهذا التطاول يرتقي إلى مرتبة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
وتابع الرئيس التونسي "هذه الاوضاع لا يمكن ان تستمر ولن يبقى هؤلاء بدون جزاء في إطار القانون".
وعلى صعيد النقص في المواد الغذائية الأساسية اتّهم معارضيه بأنهم "يختلقون الأزمات، وخطاب الأزمة عندهم هو للتحريض على مؤسسات الدولة".
من جهة أخرى، نفى سعيّد أي تراجع للحريات والحقوق في تونس منذ استئثاره بالسلطات، قائلا "هؤلاء الذين يتباكون على حرية التعبير ليست لديهم حرية تفكير بل هم مرتزقة".
وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية منذ قرّر سعيّد الاستئثار بالسلطات في 25 تموز/يوليو 2021 وعيّن لاحقا حكومة جديدة وعدل دستور 2014 وأقر انتخابات نيابية جديدة نهاية العام.
ومنذ ذلك الحين، تتّهم منظمات غير حكومية والمعارضة الأجهزة الأمنية باللجوء إلى أساليب تذكر بأساليب الدولة البوليسية في ظل ديكتاتورية زين العابدين بن علي.