أكد اثنان من المسؤولين الأمريكيين، لشبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية، أن القادة الروس، ناقشوا متى وكيف يمكن أن يستخدموا السلاح النووي، في ساحات المعارك في أوكرانيا.
وحسب ما علمت الشبكة، الشريك المحلي لبي بي سي في الولايات المتحدة، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يشارك في هذه النقاشات.
من يستطيع امتلاك السلاح النووي؟
ماهي الأسلحة النووية التكتيكية؟
وقال البيت الأبيض إنه شعر بقلق عميق، حيال إمكانية استخدام السلاح النووي، خلال الأشهر الماضية، لكنه في الوقت نفسه أكد أنه لا توجد أي إشارة على الاستعداد الفعلي، لاستخدام السلاح النووي، من جانب روسيا.
واتهم ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الحكومة الروسية، الكرملين، الغرب "بتضخيم الموضوع عمدا"، على الرغم من أن توقيت النقاشات الروسية عالية المستوى، كان في منتصف الشهر الماضي.
وكانت تلميحات الرئيس بوتين، المعادية للغرب والمهددة بالتصعيد النووي، قد تزايدت قبل نحو شهرين، وتحدث مرات عدة عن إمكانية استخدام "كل السبل المتاحة" لحماية الأراضي الروسية، والمناطق التي ضمتها من أوكرانيا.
وقال بوتين "هذه ليست خدعة"، متهما الغرب بممارسة ابتزاز نووي، والتقليل من مستوى الأسلحة الروسية الحديثة، التي تفوق أي سلاح في ترسانة حلف شمال الأطلسي، الناتو.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي، في البيت الأبيض، جون كيربي، ردا على هذه التقارير، "لقد شعرنا بقلق عميق بخصوص هذه الاحتمالات، خلال الأشهر الماضية".
وبينما تتضاءل فرص روسيا في حسم المعارك في أوكرانيا، يبدو أن احتمالية استخدام السلاح النووي تتزايد.
واتهمت موسكو أوكرانيا، بالتجهيز لاستخدام "القنبلة القذرة"، التي تنشر الإشعاع، لكن أوكرانيا، والغرب، اتهموا روسيا بخلق مناخ يوجه أصابع الاتهام لكييف في حال استخدم هذا السلاح.
واتصل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بنظرائه في تركيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، لشرح وجهة نظر بلاده بخصوص هذا الموضوع، ورغم ذلك، عندما قدم شويغو بعض الصور لتأكيد روايته، أكدت الحكومة السلوفينية، أن الصور مأخوذة، من أرشيف وكالتها الخاصة بإدارة التخلص من النفايات النووية، وتظهر أن أجهزة تتبع الدخان تسجل تواريخ تعود إلى 2010.
وفي الأسابيع الأخيرة باتت العقيدة النووية الروسية تحت المجهر، خاصة في ما يتعلق بتلك النقاط التي تركز على استخدام القنابل النووية التكتيكية، الأصغر حجما وتأثيرا بشكل نسبي، من القنابل الاستراتيجية، وتلك الأخيرة مصممة لإحداث أكبر دمار ممكن، وعلى أوسع نطاق.
روسيا تتراجع عن موقفها وتستأنف المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب
بريطانيا تكشف عن برنامج سري لدعم الدفاعات الإكترونية لأوكرانيا
أضرار بالغة في شبكتي الكهرباء والمياه في أنحاء أوكرانيا بعد هجمات صاروخية روسية "هائلة"
وعندما أجرت روسيا المناورات النووية الدورية الأسبوع الماضي، كانت قائمة على افتراض أن موسكو ترد على هجوم نووي، واسع النطاق، وأكد بوتين أن العقيدة النووية الروسية تقوم على أنها ستستخدم السلاح النووي فقط للدفاع عن نفسها، ومصالحها.
لكن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديميتري ميدفيديف، كشف الثلاثاء الماضي، محورا آخر في هذه العقيدة، وهو إمكانية استخدام السلاح النووي، في حال وجود يخطر يهدد بقاء الدولة، أو وحدة أراضيها.
وأوضح أن محاولة أوكرانيا استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، والتي كانت تابعة لها قبل الحرب، تعد تهديدا لبقاء الدولة الروسية بالفعل.
وتعكس كلمات ميدفيديف، اعتقاد بوتين أن ضم بلاده أراض جديدة، جنوبي، وشرقي أوكرانيا يجعلها بالفعل أراض روسية، رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان الأربعاء، إن موسكو لها الحق في استخدام السلاح النووي، للرد على "أي غزو بالسلاح التقليدي لأراضيها، إذا شعرت أنه يهدد بقائها".
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" إذا استخدمت روسيا السلاح النووي، التكتيكي، في المعارك في أوكرانيا، وقال أمام مجلس العموم، إنه لن يخمن طبيعة هذه العواقب.
وفي رده على سؤال لبي بي سي، الأسبوع الماضي، قال سيرغي ناراشكين، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، إن موسكو شعرت بالقلق العميق، بخصوص التلميحات الغربية، واتهم القيادة الأوكرانية، بالسعي لامتلاك السلاح النووي.