إيلاف من لندن: نعت بغداد راعي الحركة الملكية العراقية الدستورية الشريف علي بن الحسين ابن خالة آخر ملوك العراق فيصل الثاني لتبقى الحركة التي طمحت لاعادة النظام المالكي إلى البلاد بدون وريث قادر على قيادتها.
وأعلن في بغداد الثلاثاء عن رحيل مؤسس ورئيس الحركة الدستورية الملكية في العراق الشريف علي بن الحسين في العاصمة الأردنية عمان مساء الاثنين عن عمر ناهز 66 عاماً بعد معاناة مع المرض.
الرئاسات العراقية تعزي
وعزى كل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدات على تويتر تابعتها "إيلاف" بوفاة الشريف علي بن الحسين مستذكرين مواقفه الوطنية.
وقال الرئيس صالح "بحزن وألم بالغين تلقينا نبأ وفاة الشريف علي بن الحسين سليل العائلة الملكية الهاشمية مُستذكرين مواقفه الوطنية وسعيه لعراق ديمقراطي حر موحد ومساهماته في مختلف مراحل النضال للخلاص من الاستبداد والدفاع عن حقوق الشعب العراقي". وأضاف "أحرّ التعازي للعائلة الهاشمية وللشعب العراقي سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته".
كما عزى الكاظمي العائلة الهاشمية قائلاً "نعزي الأسرة الهاشمية بوفاة الشخصية الوطنية البارزة الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الملكية الدستورية".
وأضاف أنّ "الذكر الطيب للفقيد والعزاء في إرث العمل الوطني الذي سعى فيه رحمه الله إلى عراق ديمقراطي حرّ موحد. إنا لله وإنا إليه راجعون".
ومن جهته كتب الحلبوسي قائلاً "رحم الله الشريف علي بن الحسين، فقد كان صوتاً عراقياً مخلصاً من خلال مواقفه الوطنية الداعمة لوحدة وسيادة العراق طوال مسيرته النضالية من أجل الديمقراطية ". وأضاف: "خالص تعازينا الحارّة لذويه ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
إعادة النظام المالكي
والشريف علي سياسيٌ عراقي رأس الحركة الملكية الدستورية العراقية وسعى من خلالها إلى إعادة نظام الحكم الملكي إلى العراق بعد إلغائه إثر حركة 14 تموز/يوليو عام 1958 التي أطاحت بالملكية وأعلنت الجمهورية في البلاد حيث كان يؤكد أنه الوريث الشرعي للملكية في البلاد نظراً لقرابته مع آخر ملوك العراق فيصل الثاني، حيث يكون ابن خالته.
ويشير نسب الراحل إلى أنه علي بن الحسين بن علي بن عبد الله .. وصولاً إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. وهو أقرب أفراد العائلة الذكور شرعيًا للملكية فجده علي كان أمير مكة إلى عام 1908ووالدته الأميرة بديعة بنت الملك علي بن حسين هي خالة الملك فيصل الثاني.
وقد ولد علي بن الحسين في بغداد عام 1956 ونشأ في المنفى بين لبنان وبريطانيا وهو أصغر أبناء الأميرة بديعة وحصل على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة برمانا الثانوية في لبنان وعلى درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة نوتنغهام البريطانية وشهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة إسكس في المملكة المتحدة.
معارض للنظام السابق
وظل الشريف علي بن الحسين كأحد معارضي حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وفي عام 1991 ترك وظيفته في إدارة صناديق الاستثمار بلندن حيث كان يقيم وعاد الى بغداد عام 2003 بعد سقوط النظام السابق وأصبح قيادياً مسؤولاً عن الإعلام في المؤتمر الوطني العراقي الإطار المعارض لمختلف القوى العراقية التي وقفت ضد النظام السابق وكان هدفه التحريض على الإطاحة بصدام حسين.
مشاركات سياسية بدون ثمرات
وقد شارك الشريف علي في مختلف العمليات الانتخابية التي شهدها العراق بعد ذلك لكنه لم يفز بأي منها كما أن الأوضاع الأمنية والسياسية التي سادت العراق خلال تلك الفترة قد حجمت من نشاط الحركة الملكية التي لم تكن الاجيال الجديدة في البلاد تعرف الكثير عنها.
ولم يمنح الحكام العراقيون الجديد الفرصة للشريف علي لتبؤ أي منصب مهم في الدولة وفي عام 2016 رشحه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لمنصب وزير الخارجية في حكومة تكنوقراط كان يريد بها تعديل وزارته لكن ذلك الترشيح لم يمر بسبب معارضة القوى القريبة لإيران.
فقد عبرت أوساط إيرانية عن قلقها من ترشيح الشريف علي كشخصية سنية معروفة ينتمي للعائلة المالكة في العراق سابقاً لتسلم حقيبة الخارجية.
وبحسب موقع "عصر إيران" الذي نشر تقريراً تحت عنوان "ملكي لوزارة خارجية العراق" فإن إيران ترى أن تعيين الشريف علي لهذه الوزارة في حال حصل على ثقة البرلمان من شأنها أن تبعد العراق عن إيران وتقرب بغداد من محيطها العربي ودول الخليج على وجه الخصوص.
رحيل بدون وريث سياسي
وقد توفي الشريف علي في عمّان بسبب مشاكل صحية في الرئتين كان يعاني منها منذ وقتٍ طويل.
ولم يترك الشريف علي بن الحسين أي شخصية مؤهلة تخلفه في قيادته حركته ليواصل تحقيق أهدافها في العمل على إعادة الملكية إلى البلاد فابنه الوحيد مع ابنتين مازال شاباً بالعشرينات من عمره وغير مؤهل ساياسيا كما أبلغت "إيلاف" مصادر قريبة من العائلة "إيلاف" وهو يقيم في لندن التي تلقى تعليمه فيها وبذلك تبقى الحركة الملكية الدستورية بدون وريث يواصل ما بدأ به مؤسسها الشريف علي بن الحسين في العمل على إعادة الملكية إلى البلاد التي أقصيت منها قبل 63 عاماً.