إيلاف من لندن: قرر القضاء العراقي الاثنين تأجيل محاكمة المتهم الرئيسي باغتيال الخبير الأمني الاستراتيجي هشام الهاشمي إلى أيار/مايو المقبل بدون توضيح أسباب ذلك.
فقد قررت محكمة الرصافة في العاصمة العراقية تأجيل محاكمة المتهم الرئيسي باغتيال الهاشمي إلى 16 أيار/مايو المقبل حيث كان مقرراً محاكمته اليوم وهو ضابط شرطة وعضو في مليشيا حزب الله العراقي الموالي لإيران.
ضابط في الداخلية عنصر مليشياوي
وكان الضابط برتبة ملازم أول بوزارة الداخلية أحمد حمداوي عويد معارج الكناني مواليد عام 1985 قد اعترف في السادس عشر من تموز/يوليو الماضي عن مسؤوليته باغتيال هشام الهاشمي في 6 تموز/يوليو عام 2020.
وقال في اعترافات متلفزة تابعتها "إيلاف" أنه قام بتنفيذ الجريمة بسلاحه الشخصي بمنطقة زيونة شرقي بغداد وأنه انطلق والمجموعة لتنفيذها من منطقة البوعيثة جنوبي العاصمة.
القبض على القتلة
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أعلن منتصف تموز/يوليو عام 2021 عن القبض على قتلة الخبير الأمني الاستراتيجي هشام الهاشمي الذي اغتاله مسلّحون في السادس من تموز/يوليو عام 2020 وقال في تغريدة على "تويتر" تابعتها "إيلاف" أنه قد "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء". وأضاف أنّ "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق".
وإثر ذلك كُشف النقاب عن تهريب "جهات" ثلاثة من قتلة الهاشمي إلى خارج البلاد يعتقد أنها إيران واعتقال الرابع الذي مثل أمام التحقيق وأدلى باعترافات حول تفاصيل ارتكاب الجريمة.
أربعة أشخاص شاركوا في اغتيال الهاشمي
وكان أربعة أشخاص يستقلّون دراجتين ناريتين قد ارتكبوا جريمة قتل الهاشمي حيث نفّذها اثنان منهم بإطلاق النار عليه فيما كان الآخران يراقبان مسرحها أمام منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.
والهاشمي المولود في التاسع من أيار/مايو عام 1973 مؤرخ وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة ومختص بملف تنظيم داعش وأنصاره وعادة ما كان يظهر على وسائل الإعلام كاشفاً عن الكثير من أسرار هذه الجماعات.
أحمد الكناني الضابط في وزارة الداخلية العراقية والعضو بمليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران لدى ادلائه باعترافاته (الداخلية)
دور لسليماني في قتل المتظاهرين
وأشارت مصادر عراقية إلى أنّ اغتيال الهاشمي جاء بأوامر من كتائب حزب الله الموالية لإيران إثر كشفه عن خلية مسلحة عراقية قام بتشكيلها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
وجاءت عملية الاغتيال بعد أيام من تلقي الهاشمي تهديدات من قياديين في كتائب حزب الله العراقي حيث توعده القيادي في الكتائب أبو علي العسكري قائلاً "سوف أقتلك في منزلك" بعد أن انتقد الهاشمي العسكري واسمه الحقيقي هو "حسين مؤنس" باعتباره مسؤولاً عن "أزمات سياسية بين مؤسسات الدولة العراقية الرسمية وخلايا وشبكات اللادولة المسيطرة على الدولة".
وأثارت حادثة الاغتيال ردود أفعال غاضبة لدى العديد من الجهات في داخل البلاد وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي والتي طالبت السلطات العراقية بالكشف عن الجهات المنفذة للجريمة.
اعترافات
وبحسب اعترافات المتهم الرئيسي بقتل الهاشمي أحمد الكناني التي بثتها قناة العراقية الرسمية فإنه من مواليد عام 1985وينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون دون ذكر اسمها وهي تسمية تطلق على المليشيات الموالية لإيران.
وأشار إلى أنّه "تعيّن في سلك الشرطة في عام 2007 ويعمل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية".. وقال "تجمعنا في منطقة البوعيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال".
وكان تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، قد وثق عام 2020 وقوع 48 حادثة أو محاولة اغتيال منذ الأول من تشرين الأول 2019 إلى 15 أيار عام 2020 .
وأشار إلى أنّ هناك ما لا يقل عن 20 متظاهراً ممن اختطفتهم "عناصر مسلحة مجهولة الهوية" مفقودين من دون معرفة مكانهم أو إطلاق سراحهم حيث توجه اتهامات للمليشيات العراقية المرتبطة بإيران بالمسؤولية عن هذه الجرائم.
يشار إلى أنّ العراق قد شهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة في معظم محافظات البلاد اندلعت في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الإيرانية على مقدرات البلاد وأسفرت عن مقتل 560 متظاهراً وإصابة 21 ألفاً آخرين من المحتجين ورجال الأمن وأرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي الكاظمي رئاستها ليعلن عن إجراء انتخابات مبكرة جرت فعلاً في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي استجابة لمطالب المحتجين.
يشار الى انه في مطلع تشرين الثاني نوفمبر 2021 أصدرت محكمة عراقية حكماً بالإعدام شنقاً بحق المتهم الرئيسي بقتل صحفيين معروفين بنشاطهما الداعم للاحتجاجات، ومتهمين آخرين بقتل مراهق في احتجاجات تشرين الأول اكتوبر 2019 في مدينة البصرة الجنوبية.