في قمة الرياض المنتظرة، يسعى العراق لتجديد دوره الريادي في المشهد العربي. يرأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفد بغداد، واضعًا دعم غزة ولبنان على رأس الأولويات. هل ينجح العراق في حشد الدعم لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، وسط تحذيرات من حرب شاملة؟
إيلاف من لندن: يتطلع العراق إلى حشد الدعم العربي للقضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان خلال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي تستضيفها العاصمة السعودية، والتي يرأس وفد بغداد فيها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ويسعى العراق إلى أن تكون هذه القمة منبرًا لدعم الفلسطينيين واللبنانيين الذين تقتلهم وتشردهم آلة الحرب الإسرائيلية منذ أكثر من عام، والتي طالما حذر رئيس الحكومة العراقية من أنها قد تجر المنطقة إلى حرب شاملة.
وأكد رئيس الوزراء أهمية قمة الرياض لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجددًا التزام العراق بدعم القضايا العربية والعمل على إنجاح القمة وتقديمها كمنصة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
يعتبر العراق قمة الرياض خطوة هامة نحو تعزيز دوره الإقليمي وتحقيق الاستقرار والتعاون بين الدول العربية. ففي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة العربية، تأتي هذه القمة لتؤكد أهمية العمل العربي المشترك والسعي إلى حلول مشتركة للقضايا العالقة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
وتحمل مشاركة العراق في قمة الرياض العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية، فقد عانى العراق لسنوات من التحديات الأمنية والسياسية الناتجة عن الحروب والصراعات الداخلية، مما أثر على مكانته الإقليمية والدولية. لكن البلاد تشهد اليوم جهودًا حثيثة لتحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز التنمية الاقتصادية، مما يجعل بغداد في ظل قيادة رئيس الوزراء مستعدة لاستعادة دورها الريادي في المنطقة.
تأتي قمة الرياض كفرصة لإبراز هذه الجهود، حيث يسعى العراق إلى صياغة صورة جديدة للعالم العربي، قوامها الأمان والانفتاح على الحوار والتعاون.
علاوة على ذلك، فإن مشاركة بغداد في قمة الرياض تعكس الرغبة في تعزيز علاقاتها مع محيطها العربي وتوطيد التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول المنطقة.
وتظل القضية الفلسطينية في قلب أولويات قمة الرياض، حيث ستشكل فرصة للتأكيد على الدعم العربي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبادئ القانون الدولي، كما ستبحث في سبل دعم أهلنا في غزة ولبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وستناقش قمة الرياض الصراعات الدائرة في بعض الدول العربية، مثل السودان واليمن وليبيا، سعيًا للوصول إلى حلول سياسية تعزز استقرار هذه البلدان وتعيد الأمن إليها.
اهتمام رئيس الوزراء بحضور قمة الرياض، التي بحث الإعداد لها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يعني أن العراق بات قادرًا على شغل مكانته التاريخية كقاطرة للدول العربية في مواجهة التحديات الخارجية. كما تشكل قمة الرياض فرصة للعراق لإثبات قدرته على أن يكون محركًا للتعاون العربي وأن يسهم في بناء مستقبل مشرق للمنطقة العربية.