إيلاف من لندن: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، في أول قمة بينهما، اليوم الاثنين، في البيت الأبيض، توسيع أفاق الشراكة الاستراتيجية، كما بحثا التطورات الإقليمية والدولية.
وقال العاهل الأردني، في تصريحات في بداية اللقاء الثنائي، الذي حضره الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد: "أشكركم (الرئيس بايدن) على لطفكم الذي لطالما أبديتموه لنا، وكما تفضلتم، كان لي شرف معرفتكم مع والدي قبل عقود، لذا يسعدني أن أراكم في هذا المنصب، لأشكركم على كرمكم المتواصل تجاهنا وتجاه بلدنا".
وأضاف: "كنتم قد أشرتم إلى دعمكم لنا باللقاحات، وبالنيابة عن الأردن، وعن الشعب الأردني، أشكركم جزيلا على دعم قيادتكم ليس لبلدنا فحسب، بل لجهود مكافحة جائحة كورونا عالميا كذلك، فأنتم تمثلون القدوة لنا جميعا لنتبعها".
وتابع الملك عبدالله الثاني قائلا: "نجتمع كما هو الحال دوما، شركاء أقوياء، وكما أشرتم، هناك العديد من التحديات في منطقتنا، وأعتقد أن العديد من قادة الدول في المنطقة سيقومون بتحمل العبء الأكبر، وبإمكانكم أن تعتمدوا علينا وعلى بلدنا، وعلى العديد من القادة في المنطقة".
كلام بايدن
من جهته، جدد الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريحاته خلال اللقاء الثنائي التأكيد على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الأردن، قائلا "لطالما كنتم إلى جانبنا، وستجدنا دائما إلى جانب الأردن".
وأعرب الرئيس بايدن عن تقديره للدور القيادي المهم لجلالة الملك في الشرق الأوسط، وقال "أنتم وسط منطقة صعبة، وأتطلع للاستماع من جلالته عن التحديات التي يواجهها الأردن، وسنستمر بتوطيد التعاون الثنائي بيننا".
وقال الرئيس الأميركي، في تصريحاته، "أود الترحيب مجددا في البيت الأبيض بصديق عزيز، وهو جلالة الملك. أمضينا الكثير من الوقت معا منذ زمن طويل، فالتقيت جلالته عندما كان مع والده، كما هو ابنه اليوم، وكنت أنا عضوا شابا في مجلس الشيوخ".
وتابع، "إنه لأمر رائع أن نستضيفه مجددا في البيت الأبيض، وأود أن أشكركم، جلالة الملك، على علاقتكم المتينة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة".
وأضاف الرئيس بايدن، "حظينا بفرصة التحدث قبل قليل في الغرفة الدبلوماسية، وتحدثنا عن أزمة "كورونا. تمكنا من تقديم مساعدة بسيطة للأردن، ونتمنى أن نتمكن من المساعدة أكثر في هذه الجائحة".
محادثات موسعة
وفي مباحثات موسعة تبعت اللقاء الثنائي، اتفق الزعيمان على مواصلة التنسيق والتشاور بين الأردن والولايات المتحدة، بما يحقق مصالحهما، ويعزز الأمن والسلم الدوليين.
كما تناولت المباحثات التطورات في المنطقة، وخاصة الأوضاع في القدس، حيث أكد عاهل الأردن ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، لا سيما في الحرم القدسي الشريف، لافتا إلى مواصلة الأردن تأدية دوره التاريخي والديني الثابت في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
وأكد الملك عبدالله الثاني ضرورة العمل على إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، مشددا على ضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وقيام دولته المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
القضية الفلسطينية
وثمّن الملك الخطوات الإيجابية للإدارة الأميركية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واستئناف المساعدات الأميركية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بتقديم تبرعات إضافية بقيمة 136 مليون دولار، لتصل قيمة التبرعات الأميركية للوكالة هذا العام إلى 318 مليون دولار.
وفي معرض الحديث عن المستجدات الإقليمية، أكد العاهل الأردني ضرورة دعم جهود العراق في تعزيز أمنه واستقراره.
وبحث الزعيمان الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي، وسبل التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة.