"إيلاف" من لندن: أكد رئيس بعثة السفارة البريطانية في لبنان الدكتور مارتن لنغدن على مواصلة دعم المملكة المتحدة لكل الشعب اللبناني في مختلف المجالات.
وزار الدكتور لنغدن ليومين متتاليين، المشاريع الممولة من المملكة المتحدة في صيدا وصور وبنت جبيل والتقى شريحة واسعة من المجتمع اللبناني مؤكداً على مواصلة دعم المملكة المتحدة لكل الشعب اللبناني. وخلال الزيارة، التقى الدبلوماسي البريطاني، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي وزار مشروعين ممولين من المملكة المتحدة يستفيد منهما سكان المدينة ويعزز سبل عيشهم.
وشاهد لنغدن كيف أنّ إعادة تأهيل سوق السمك في صيدا ساعد الصيادين المحليين، يرافقه المهندس زياد حكواتي منسّق مشروع سوق السمك لبلدية صيدا. كما شاهد كيف أنّ تركيب 160 مصباحًا على الطاقة الشمسية في شوارع ساحل المدينة البالغ طوله 7 كيلومترات قد ساهم في تعزيز السياحة وسبل العيش. وقدمت المملكة المتحدة منذ العام 2014 أكثر من 105 مليون دولار لبرنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان، الذي وصل إلى أكثر من 220 بلدية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشؤون الاجتماعية.
لقاء شباب المخيمات
وفي سياق نقاش مع شبان وشابات فلسطينيات من مخيمات اللاجئين في صيدا والأحياء المجاورة، قدم المشاركون مبادراتهم لزيادة مشاريع إعادة التدوير، وتأييد تمكين المرأة، ودعم المجتمعات الفلسطينية من خلال تمثيلهم في الدفاع المدني.
وبفضل صندوق الاستقرار والامن وحلّ النزاعات البريطاني، تمّ دعم قدرة عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على الصمود وتسهيل اندماجهم المجتمعي على الرغم من التحديات الكبيرة. وفي مدينة صور، زار الدكتور لنغدن مؤسسات الإمام الصدر بحضور مديرها العام نجاد شرف الدين واطّلع على مشروع يركز على التدريب المهني للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، ومشروع ‘Papyrus’ الذي يعيد تدوير النفايات الورقية واستخدامها في الحرف اليدوية الصديقة للبيئة، الممول سابقًا من السفارة البريطانية. وشاهد حرفة حياكة السجاد اليدوي من قبل النساء واللاجئات.
تكريم بيكي دايكس
وتكريمًا لحياة بيكي دايكس والقيم التي عاشتها، زرعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في بلدة قانا شجرة زيتون تخليداً لذكراها. وقد كان غرس الشجرة جزءاً من احتفال مناسبة نهاية مشروع مشترك بين مؤسسة ريبيكا دايكس والأمم المتحدة للمرأة، لتدريب وسيطات اجتماعيات على تفادي النزاعات.
وشكر الدكتور لنغدن المشاركات على تقديرهن المؤثّر لعاملة في الشؤون الإنسانية وزميلة ممتازة. وكانت الزيارة إلى جنوب لبنان فرصة لتسليط الضوء على تأثير التغير المناخي على حياتنا اليومية، وأهمية حماية النظم البيئية الضعيفة. استفاد رئيس البعثة والوفد المرافق من جولة سياحية في محمية صور الطبيعية بحضور الدكتورة ناهد مسيلب، مديرة محمية شاطئ صور الطبيعية، واطلع الحاضرون على التنوع البيولوجي الفريد للمحمية التي توفر ملاذاً آمناً للحيوانات والنبات.
مركز بنت جبيل
وفي اليوم الثاني من زيارته، التقى الدكتور لنغدن في مركز بنت جبيل للتنمية الاجتماعية نساء وفتيات من خلفيات مختلفة وجدن مساحة آمنة للتعلم واكتساب المهارات والاستفادة من الدعم النفسي والاجتماعي وأنشطة برامج الشباب المتكاملة التي تعنى بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتعد المساحة الآمنة في المركز جزءًا من مبادرة “لا لضياع جيل” الممولة من المملكة المتحدة، التي تقدم خدمات لأكثر من 1100 مستفيد كل عام. وهي واحدة من 12 مكان آمن أقيم في مراكز التنمية الاجتماعية في لبنان وتديرها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع يونيسف لبنان ومنظمات غير حكومية محلية.
لا لضياع جيل
ومن خلال مبادرة “لا لضياع جيل ‘’ (التي بلغت قيمتها 92 مليون جنيه إسترليني – بين عام 2016-2022) تمكنت المملكة المتحدة من الوصول إلى أكثر من 134 ألف فتى وفتاة وتأمين الحماية اللازمة لهم، وخدمات مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي للوقاية من العنف والاستجابة له.
وفي ختام جولته في ثانوية كفر حتى الرسمية ضمن برنامج “ربط الصفوف الدراسية” التابع للمجلس الثقافي البريطاني، اطلع الدكتور لنغدن على أربعة مشاريع تفاعلية تتناول 48 طالبًا ومعلميهم، وتركّز على الصحة العقلية والرفاهية، والثقافة الإعلامية، والتغير المناخي وإعادة البناء مع حرص أكبر على البيئة وقبول التنوع. يشمل برنامج ربط الصفوف الدراسية أكثر من مئة مدرسة في لبنان، يستفيد منه أكثر من مائة ألف فتى وفتاة من جميع الأعمار.
كما التقى الدكتور لنغدن النائبة بهية الحريري وزار قلعة الشقيف الاثرية والتاريخية.
وقال الدكتور مارتن لنغدن في نهاية زيارته من مدينة بنت جبيل: من الرائع الخروج من نطاق بيروت ولقاء عدد من الناس والمجتمعات في جنوب لبنان. كان برنامجي مميزاً وحافلاً ومتنوعًا، يعكس ما تقوم عليه الشراكة المتينة بين المملكة المتحدة ولبنان.
تأثير المساعدات البريطانية
وأضاف: أنا فخور جدًا برؤية التأثير الايجابي لبرامج المساعدة البريطانية في جنوب لبنان. وقد وصلت هذه المشاريع إلى مئات الآلاف من الأفراد: من برامج التعليم وحماية النساء والفتيات هنا في بنت جبيل، إلى دعم سبل العيش في صيدا، الى مساعدة اللاجئين ممن هم أكثر ضعفا في صور.
وقال الدبلوماسي البريطاني: هذه أوقات حقاً صعبة يمرّ بها لبنان. وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة ستبذل دائمًا ما في وسعها للوقوف إلى جانب هذا الشعب، إلا أنه لا يمكننا إحداث الفارق بدون حكومة لبنانية جادة وذات مصداقية تكون شريكة في القيام بالإصلاحات اللازمة وتغيير المسار. إلى متى يجب أن يعاني الشعب قبل أن يجتمع السياسيون اللبنانيون معاً ويتخذوا خطوات جماعية لمعالجة هذه الأزمة؟
وخلص الدكتور لنغندن إلى القول: ولكن من الناحية الإيجابية، أرى أنّ هنا، في جنوب لبنان، كما في أماكن أخرى من البلاد، أشخاصاً شغوفين وموهوبين وملتزمين بإحداث فرق إيجابي في حياة الناس. بالنسبة لي هؤلاء هم القادة الحقيقيون للبنان، الذين يبذلون قصارى جهدهم لجعل هذا البلد مكاناً أفضل، والمملكة المتحدة حقاً فخورة بالوقوف معكم ودعمكم في كلّ هذا. شكرًا لكم.