: آخر تحديث
الترويكا وقعت عليه كشاهد على دعمها السياسي

السودان: اتفاق جوبا خطوة نحو سلام شامل

93
104
104

"إيلاف" من لندن: أعلن السودان أن اتفاق السلام في جوبا ليس صفقة لتقاسم الثروة والسلطة، بل عملية طويلة تشكل جزءًا من وسائل الوصول إلى سلام شامل ودائم. ووقعت حكومات المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة (الترويكا)، يوم الثلاثاء، كشاهد على اتفاق جوبا للسلام، ليكون التوقيع بمثابة مؤشر منها على دعمها السياسي للاتفاق. 

وجرى التوقيع في حفل أقيم بالخرطوم، حضره نائب رئيس مجلس السيادة السيادة محمد حمدان "حميدتي" ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وقادة الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، إضافة للبعثات الدبلومسية ووكالات الأمم المتحدة.

وقال حمدوك إن الحكومة تعمل على تشكيل قوة الحماية المشتركة في دارفور، كما أن العمل جارٍ لتشكيل المجلس التشريعي، مشيرًا إلى السلام يُعد من أولويات حكومته. وأضاف: "اتفاق السلام، ليس صفقة لتقاسم الثروة والسلطة بل جرء من عملية طويلة تشكل جزءً من وسائل الوصول إلى سلام شامل ودائم".

مشروع تنموي
وتابع: "ولكيلا يكون السلام مجرد إسكات للبنادق والحروب فأن أولويتنا الثانية تتطلب تركيزنا وجهودنا المشتركة والمستمرة، نعمل على أداء واجباتنا في اتمام عملية السلام بالتوازي مع المشروع التنموي الذي سيكون الضامن الحقيقي للسلام في السودان".

ورحب حمدوك بتوقيع دول الترويكا على اتفاق السلام كشهود، وقال إن هذه الخطوة من شأنها المساهمة في إنجاح عملية تنفيذ اتفاق السلام وإذ ذاك، قالت دول الترويكا (المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة) في بيانها إنه سبق لها وأشادت بالاتفاق في أكتوبر 2020، فقد جاءت هذه الخطوة الإضافية لتظهر التزامنا بنجاح الاتفاق الذي يبشّر بإمكانية تلبية مطالب الشعب السوداني بتحقيق الحرية والسلام والعدالة، بما في ذلك بالنسبة للذين عانوا من الصراع في دارفور وولايتيّ جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن مناطق السودان الأخرى التي كانت مهمَّشة فيما مضى. وإننا نحثّ على اتخاذ خطوات فورية للتنفيذ الكامل للجداول الزمنية المتفق عليها والواردة في الوثيقة الدستورية الانتقالية واتفاق جوبا للسلام، والالتزام بها. ذلك يشمل تشكيل مؤسسات أساسية، مثل المجلس التشريعي الانتقالي.

توسيع الحكومة
وأضاف البيان: كما نغتنم هذه الفرصة لنثني على أطراف الاتفاق لما تمّ إحرازه من تقدّم منذ أكتوبر 2020، بما في ذلك توسيع الحكومة لتضم ممثلين أوسع عن الشعب السوداني. ونشيد أيضا بالتقدم الذي أحرزه رئيس الوزراء حمدوك والحكومة الانتقالية في تنفيذ إصلاحات حيوية ضرورية لنجاح الانتقال إلى الديمقراطية، بما فيها الإصلاحات الاقتصادية والقانونية. ومع ذلك، فإننا ندرك أنه لا بدّ من تعزيز الجهود المبذولة لتنفيذ البنود الرئيسية للاتفاق، من بينها بند تشكيل القوة المشتركة، وإنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار للمساعدة في حماية المدنيين في دارفور من الصراع والعنف.

ودعت دول الترويكا إلى ضروة إعطاء الأولوية للمساءلة، بما في ذلك ما يتعلق بالعنف الجنساني والعنف الجنسي المرتبط بالصراع، وذلك لتعزيز سيادة القانون وحماية المدنيين. ونرحب بالتزام الأطراف بالتعاون الكامل وغير المحدود مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن السودانيين الصادرة بحقهم مذكّرات اعتقال. 

وقالت: كخطوات تالية، ندعو إلى المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في جميع مستويات الحوكمة وفي التشريع، بما في ذلك ما يتعلّق بعملية السلام. فنحن نعلم من واقع التجربة والأبحاث أن المشاركة الشاملة لمختلف الأطياف تؤدي إلى سلام أكثر استدامة ونشوء مجتمع أكثر ديمقراطية.

بعثة يونيتامس
وتابع البيان: كما تؤدي بعثة يونيتامس دوراً رئيسياً في دعم تطبيق اتفاق جوبا للسلام. وإننا نشجع السلطات الوطنية والمحلية في السودان على تسهيل مهمة الأمم المتحدة والتعاون معها ومع فريق الأمم المتحدة القطري مساهمةً منها في دعم التنفيذ السريع للاتفاق. ومع إحراز تقدم، ستواصل الترويكا الوقوف إلى جانب السودان وشعبه. وإن تواقيعنا على الاتفاق اليوم لتشهد على هذا الالتزام.

ورحبت الترويكا بالاتفاق على إعلان المبادئ بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان– قطاع الشمال/عبد العزيز الحلو، وتشجع الجانبين على التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء النزاع بينهما حتى يتمكن جميع السودانيين من المشاركة في العملية الانتقالية. ونواصل أيضا توجيه دعوتنا إلى حركة تحرير السودان/عبد الواحد النور لبدء محادثات في نطاق تحقيق سلام شامل بمشاركة جميع الحركات المسلحة الرئيسية. لقد وصفت حكومة السودان اتفاق جوبا للسلام بأنه يشكل “المرحلة الأولى” من عملية السلام، بينما تشكل المفاوضات مع الحلو والنور “المرحلة الثانية”.
وفي الأخير، رأت الترويكا بأن تطبيق اتفاق جوبا للسلام والمفاوضات المصاحبة له ضمن “المرحلة الثانية” بنفس المستوى من الأهمية، ونعتقد أن نجاح الفترة الانتقالية في السودان يعتمد على إيجاد وحدة في التنوع قائمة على أساس من المساواة في الحقوق وبناء تنمية مستدامة من خلال سياسات تشمل الجميع. تتطلع الترويكا إلى الاستمرار في دعم الأطراف في مسعاها لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق الديموقراطية لجميع السودانيين.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار