: آخر تحديث

موسكو وسياحة رجال الأعمال

4
4
3

اجتذب مؤتمر "مايس" المتخصص بالشؤون السياحية، والذي عُقد بنسخته الثانية في موسكو قبل أسابيع، قرابة 1300 مندوب من مندوبي دول مجموعة بريكس و17 دولة أخرى مشاركة. واستطاع أن يكرّس مدينة موسكو "عاصمة مركزية" لقطاع الأعمال السياحية والصناعات المرتبطة بها.

المشاركون قدّموا خططاً استراتيجية لتنمية السياحة ومواجهة التحديات، ولا سيما ما يتعلق بالسياحة البينية، أي بين دول مجموعة بريكس التي يبلغ تعداد سكانها ثلاثة مليارات و300 مليون نسمة.

في طيّات المؤتمر، انعقدت 13 حلقة حوارية شارك فيها أكثر من 50 خبيراً من مختلف الإدارات الروسية ومجموعات دولية متخصصة، ناقشت الفرص والعقبات التي تواجه هذا المجال، بما يمكّن دول بريكس من الإفادة منه بشكل عملي.

دمج الثقافة بالسياحة
موسكو، التي تخطّط لاستقبال ثمانية ملايين سائح من طبقة رجال الأعمال بحلول العام 2030، تركّز اهتمامها اليوم على الشأن الفندقي ومجال المطاعم والمقاهي، إضافة إلى أعمال أخرى، مثل شركات تأجير السيارات وشركات الرحلات السياحية.

تضمّن برنامج المؤتمر هذا العام مسائل رئيسية مؤثرة في قطاع السياحة، ومنها تطوير البنية التحتية باعتبارها "عاملاً دافعاً" لتنشيط السياحة المشتركة، وزيادة عدد المعارض التي تروّج لمجالات السياحة، إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة، ولا سيما ما يندرج ضمن نطاق الذكاء الاصطناعي.

ومن المشاركين الرئيسيين في هذا المؤتمر، عدد من كبار المسؤولين عن القطاع السياحي في روسيا، مثل نائب وزير التنمية الاقتصادية ديميتري فاخروكوف، ورئيس إدارة قطاع السياحة في مدينة موسكو يفغيني كوزلوف، إلى جانب مسؤولين من الهند، إيران، السعودية، الإمارات، قطر، وغيرها من الدول العربية.

وللمرة الأولى في هذا المؤتمر، تمّ دمج البرامج الثقافية بالعمل السياحي، وهو ما يمثل اتجاهاً جديداً في صناعة السياحة الحديثة. كما تميّز الاجتماع هذا العام باستحداث معارض ذات سمعة دولية، مثل: "صنع في موسكو" و"وقت الشاي في موسكو"، الذي أطلقته مجموعة تضم 50 مطعماً و50 فندقاً في العاصمة الروسية، للترويج لنفسها على الصعيد السياحي.

وأظهرت فعاليات المؤتمر الآفاق الكبيرة التي تفتحها السياحة للدول ولمختلف القطاعات الخاصة فيها، خصوصاً على صعيد تقديم الخدمات، ولا سيما سياحة رجال الأعمال.

عين موسكو على ثمانية ملايين سائح
جهوزية موسكو لهذا الهدف كانت محط حديث أغلب المشاركين، الذين أشادوا ببنيتها التحتية وإداراتها العامة ومؤسساتها الخاصة، التي تضم كوادر وظيفية تُقدّر بعشرات الآلاف الجاهزين لاحتضان مؤتمرات ضخمة وأعداد كبيرة من السياح تصل إلى ثمانية ملايين سنوياً بحلول سنة 2030.

يجري التركيز في موسكو اليوم على جذب السياح من طبقة "رجال الأعمال"، حيث يُعرف عنهم إنفاقهم بنسب أكبر بكثير من السياح من ذوي الدخل المحدود، مما يجعل موسكو تولي اهتماماً خاصاً لهذا النوع من الزوار.

في عام 2023، جاء 55 بالمئة من السياح من دول بريكس إلى موسكو، وشغلوا غرف الفنادق فيها، ما جعل الإدارات السياحية في العاصمة الروسية تركّز على تطوير التعاون المتعدد الأطراف مع دول تلك المجموعة، لتوسيع أشكال الشراكة معها.

تُعدّ الصين محركاً كبيراً لتدفق السياح المتجهين إلى موسكو بين دول مجموعة بريكس، ولكن تدفق السياح من الهند، وخصوصاً من دول الشرق الأوسط والخليج العربي مثل قطر، السعودية، والإمارات، ينمو بشكل لافت، مما أعطى الإدارة في موسكو مؤشرات مهمة حول إمكاناتها لزيادة معدلات الوافدين من الدول العربية.

إحصائيات مشجعة
تعمل موسكو بشكل مستمر على تعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية، إذ تُظهر نتائج هذا العمل تقدماً كبيراً بالأرقام. ففي النصف الأول من عام 2024، ارتفع عدد السياح الذين يزورون موسكو من دول خارج رابطة الدول المستقلة بنسبة 70 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقد شملت أكبر مجموعة من الزوار السياح من الصين، تركيا، الهند، إيران، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، فيتنام، ودول أخرى في المنطقة.

خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام (2024)، بلغ عدد السياح حوالي 2 مليون، حيث زاد تدفق السياح الأجانب بنسبة 19 بالمئة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف