: آخر تحديث

إيران والثأر الإسرائيلي

17
17
15

في مساء الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، تحوّل الليل المظلم إلى ليل أحمر، واشتعلت سماء إسرائيل بمئات الصواريخ الإيرانية العشوائية، التي لم تقتل إلا فلسطينيًا مسكينًا وجد نفسه في وسط تلك الصواريخ. من المعروف أن أي عمل عسكري يجب أن يحقق أهدافًا استراتيجية أو عملياتية للوصول إلى غاية محددة، إلا أن صواريخ إيران، كسابقاتها، فشلت في تحقيق أي تأثير استراتيجي أو عملياتي من الناحيتين السياسية والعسكرية، وكأنها مجرد مفرقعات أطفال في ليلة مظلمة.

فهل تدرك إيران فعلاً معنى تخبطها في الشرق الأوسط، أم تراها في الرمق الأخير ودرجة اليأس، فتبدأ بالترنح والركل في كل اتجاه؟ أم أنها مغرورة ولا تحسب عواقب تصرفاتها التي تدل على تواضع فكري سياسي وعسكري للنظام القائم في إيران؟ ولولا تمكين الغرب وروسيا لهذا النظام، لما كان له أي وجود أو تأثير تحت مسمى الجمهورية الإيرانية الإسلامية، أو تواجد لميليشياته في لبنان وسوريا والعراق واليمن. هدفه الأساسي تصدير الثورة والسيطرة على البلدان العربية، وتحويل شعوبها السنية إلى شيعية أو القضاء عليها، وتهديد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وليس محاربة إسرائيل.

بعد تعرض إسرائيل لهذا الهجوم الصاروخي، من المتوقع أن تنتقل الاستهدافات الإسرائيلية إلى العمق الإيراني، باستخدام وسائل وأساليب استخبارية وعسكرية. فهل تستطيع إيران حماية نفسها من الداخل، وحماية أفرادها ومصالحها في الداخل والخارج، أم ستصبح فريسة سهلة للموساد والطيران الإسرائيلي على المدى القريب؟ وهل تتعرض على المدى البعيد لمخطط اجتثاث لنظامها الحالي عبر انقلابات عسكرية وحرب أهلية بين القوميات والأقاليم؟

يقول المثل المصري: "من يلعب بالنار يحرق أصابعه"، فهل ستحترق الأصابع الإيرانية، أم سيمتد الحريق لباقي الأطراف والجسد؟

الثأر الإسرائيلي قادم، ولكن متى وكيف وبأي درجة؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف